الرأي

ضبط الانفعالات!

الغضب صورة من صور الانفعالات دائما يجر المصائب على صاحبه، ففي الحديث «إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».

مواقف كثيرة يمر بها الإنسان تثير غضبه بلا شك، فمن سيتحمل مثلا من يقود سيارته عاكسا الشارع في وجهك، مما قد يعرض حياتك والآخرين لحادث شنيع! فهذا من المواقف المستفزة والمثيرة للغضب، لكن أمام المواقف المختلفة المثيرة للغضب لا بد أن يمتلك الإنسان زمام نفسه ويفرض سيطرته على انفعالاته لئلا يجره الغضب إلى ردة فعل قد تكون أعنف من الموقف نفسه، فيقوده انفعاله إلى تصرف يعود عليه وبالا.

يقول أحدهم «كنت طالبا جامعيا أنتشي صحة وشبابا وأملا بمستقبل مشرق حتى خرجت ذات مرة من محل فوجدت سيارة واقفة خلف سيارتي وقد أغلقت المخرج علي، فغضبت وزمجرت كالأسد، فخرج صاحبها من المحل معتذرا، لكنني أطلقت العنان لغضبي، ولم أحاول فرض سيطرتي عليه فتحول الموقف إلى شجار بيني وبين الرجل أدى بي الانفعال إلى إحضار عصا غليظة وضربت الرجل ضربة قضت عليه! لينهي حديثه: وها أنا ذا أقضي عقوبة السجن، وأنتظر ربما يعفو عني ابنه القاصر لينقذني من حكم القصاص النافذ»!

مهم أن يتعلم الإنسان مهارة ضبط الانفعالات، وألا ينجرف وراء المشاعر الانفعالية التي تثيرها مواقف مختلفة تعترض الحياة اليومية.

فمن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم عند الغضب الاستعاذة بالله من الشيطان والوضوء والجلوس للواقف، إذ إن حالة التوتر والقلق تلعب دورا كبيرا في خلق الشخصية الانفعالية.

لذا، فإن استعادة التوازن النفسي خطوة أساسية، ويمكن ذلك من خلال تفريغ شحنات التوتر والقلق بطرق مختلفة منها مثلا: الحديث، البوح للآخرين، القراءة، ممارسة الرياضة، القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، والأهم من كل ذلك هو محاولة الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق، فإن لم يكن فالحد منها.