السطل في أسبوع
الجمعة / 2 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:30 - الجمعة 11 مارس 2016 21:30
تحكي الطُرفة عن وزير ما في ولاية ما قرر أن يطمئن على أحوال نزلاء مستشفى الأمراض العقلية، وبعد جولة سريعة مع الضحكات المفتعلة أمام الكاميرا، وسماع التطمينات من العقلاء عن أحوال المجانين، سأل الوزير مدير المستشفى عن كيفية التمييز بين العاقل والمجنون؟
فقال المدير: الأمر أبسط مما يتخيل معاليك، كل ما في الأمر أننا نملأ البانيو بالماء، ونضع أمام النزيل ملعقة وفنجانا و»سطلا»، ونطلب منه أن يختار أحدهما ليفرغ به الماء الموجود في البانيو.. فقاطعه الوزير قائلا: وبالطبع إن كان عاقلا سيختار الـ»سطل» بالتأكيد..
فابتسم مدير المستشفى قائلا: لا يا سيدي.. العاقل سيرفع «سدادة البانيو مباشرة»!
والآن ماذا فهمت من هذه القصة؟
أنا فهمت أنها كانت الابتسامة الأخيرة لمدير المستشفى في حياته العملية!
***
جامعة شقرا رصدت احتياجها من الأكاديميين وعددهم 52 أكاديميا، ومن ثم حصلت على موافقة وزارة الخدمة المدنية على استقدامهم، وتأشيرات من وزارة العمل، وتم تشكيل لجنة من الجامعة للتعاقد، زارت الأردن ووقعت عقودا مع هؤلاء الأكاديميين، ما ترتب عليه أعباء مالية ومادية وعائلية عليهم، وبعضهم حصل على إجازة من جهة عمله على أساس سفره للسعودية.. وبالفعل وصل عدد منهم، لكن الجامعة «غيّرت رأيها «، والأكاديميون يطالبون الجامعة أمام القضاء بتمكينهم من العمل – حسب جريدة الوطن السعودية- والتعليق على مثل هذا الموضوع يفتح باب كثير من الأسئلة، كالسؤال عن السبب الذي يجعل الجامعات الناشئة تسعى لاستقدام احتياجاتها من الخارج، فيما لا تستطيع أن تتعاقد مع الأكاديميين السعوديين العاطلين في الداخل!
هنا أيضا «البانيو» يكاد يغرق، والكل يتساءل: هل الماء الذي سنغرق به صالح للشرب أم لا؟
لم يفكّر أحد «بسدادة البانيو»!
***
(أنهى مكتب العمل بالدمام أزمة توقف 730 عاملا يتبعون لإحدى الشركات عن العمل واحتجازهم 200 إداري داخل مقر الشركة لحين صرف رواتبهم المتأخرة لشهرين (أما كيفية إنهاء الأزمة – حسب صحيفتنا مكة – فكان بطريقة استدعاء ممثل الشركة والتفاهم معه على ضرورة تسليم العمال جميع حقوقهم المتأخرة.
مفردة (التفاهم معه) توحي بطريقة إفراغ البانيو بطريقة (السطل) وتجاهل (سدادة البانيو)!
***
فيما عُرف بقضية «قاضي الجني» الشهيرة، ردت المحكمة الدعوى المرفوعة من هيئة الرقابة والتحقيق بسبب بطلان الإجراءات وعدم نظاميتها، وكان القاضي قد اتهم في قضية فساد مالي قبل 6 سنوات، وأقيل من عمله في المحكمة العامة بالمدينة المنورة، وادعى القاضي بأنه لا يستطيع التحكم في تصرفاته لأن جنيا يتلبسه، وأنه يعالج بالرقية الشرعية.
هنا أخشى أن الجن تنبهوا وخدعوا العقلاء حيث سحبوا «سدادة البانيو»، فأنا ليس لدي مشكلة شخصية مع القاضي ولا مع الجن ولا مع الملعقة والسطل، ولا تهمني كثيرا إدانتهم أو براءتهم بقدر ما تهمني الـ600 مليون وين راحت؟!
فقال المدير: الأمر أبسط مما يتخيل معاليك، كل ما في الأمر أننا نملأ البانيو بالماء، ونضع أمام النزيل ملعقة وفنجانا و»سطلا»، ونطلب منه أن يختار أحدهما ليفرغ به الماء الموجود في البانيو.. فقاطعه الوزير قائلا: وبالطبع إن كان عاقلا سيختار الـ»سطل» بالتأكيد..
فابتسم مدير المستشفى قائلا: لا يا سيدي.. العاقل سيرفع «سدادة البانيو مباشرة»!
والآن ماذا فهمت من هذه القصة؟
أنا فهمت أنها كانت الابتسامة الأخيرة لمدير المستشفى في حياته العملية!
***
جامعة شقرا رصدت احتياجها من الأكاديميين وعددهم 52 أكاديميا، ومن ثم حصلت على موافقة وزارة الخدمة المدنية على استقدامهم، وتأشيرات من وزارة العمل، وتم تشكيل لجنة من الجامعة للتعاقد، زارت الأردن ووقعت عقودا مع هؤلاء الأكاديميين، ما ترتب عليه أعباء مالية ومادية وعائلية عليهم، وبعضهم حصل على إجازة من جهة عمله على أساس سفره للسعودية.. وبالفعل وصل عدد منهم، لكن الجامعة «غيّرت رأيها «، والأكاديميون يطالبون الجامعة أمام القضاء بتمكينهم من العمل – حسب جريدة الوطن السعودية- والتعليق على مثل هذا الموضوع يفتح باب كثير من الأسئلة، كالسؤال عن السبب الذي يجعل الجامعات الناشئة تسعى لاستقدام احتياجاتها من الخارج، فيما لا تستطيع أن تتعاقد مع الأكاديميين السعوديين العاطلين في الداخل!
هنا أيضا «البانيو» يكاد يغرق، والكل يتساءل: هل الماء الذي سنغرق به صالح للشرب أم لا؟
لم يفكّر أحد «بسدادة البانيو»!
***
(أنهى مكتب العمل بالدمام أزمة توقف 730 عاملا يتبعون لإحدى الشركات عن العمل واحتجازهم 200 إداري داخل مقر الشركة لحين صرف رواتبهم المتأخرة لشهرين (أما كيفية إنهاء الأزمة – حسب صحيفتنا مكة – فكان بطريقة استدعاء ممثل الشركة والتفاهم معه على ضرورة تسليم العمال جميع حقوقهم المتأخرة.
مفردة (التفاهم معه) توحي بطريقة إفراغ البانيو بطريقة (السطل) وتجاهل (سدادة البانيو)!
***
فيما عُرف بقضية «قاضي الجني» الشهيرة، ردت المحكمة الدعوى المرفوعة من هيئة الرقابة والتحقيق بسبب بطلان الإجراءات وعدم نظاميتها، وكان القاضي قد اتهم في قضية فساد مالي قبل 6 سنوات، وأقيل من عمله في المحكمة العامة بالمدينة المنورة، وادعى القاضي بأنه لا يستطيع التحكم في تصرفاته لأن جنيا يتلبسه، وأنه يعالج بالرقية الشرعية.
هنا أخشى أن الجن تنبهوا وخدعوا العقلاء حيث سحبوا «سدادة البانيو»، فأنا ليس لدي مشكلة شخصية مع القاضي ولا مع الجن ولا مع الملعقة والسطل، ولا تهمني كثيرا إدانتهم أو براءتهم بقدر ما تهمني الـ600 مليون وين راحت؟!