الرأي

البحرين تحتفل بالكتاب.. وتبجل الكتّاب!

تفاعل

مع بدء معرض الرياض للكتاب هذه الأيام، أستجلب ذكرى جميلة في احتفالية جليلة قامت في مملكة الابتسامة المشرقة، دولة البحرين.

ففي أمسية يوم الاثنين 20 من أبريل 2015، أقيمت احتفالية كبرى في مركز الشيخ عيسى الثقافي بالمنامة وعنيت فيها بتدشين ديوان جديد لشاعر البحرين الكبير الأستاذ علي عبدالله خليفة.

تضافرت في تلك المهمة جهات وجماعات وفنانون ومؤسسات على المستوى الرسمي والفردي وتسابقت المؤسسات الصحفية والمنابر الإعلامية والجماعات المتميزة الفنية ومعها القدرات الشابة التقنية وعدد من أقطاب الموسيقى والغناء.

كل ذلك من أجل تدشين كتاب؟

نعم، تحتفل البحرين وأهلها وتطرب لإصدار الكتاب.

وهنا، كان الكتاب موالا، وقائله/ مؤديه نهاما (النهام هو منشد أهازيج البحر والبحارة أيام صيد اللؤلؤ في طول الخليج وعرضه منذ غابر الأزمان، بما فيها حضارة دلمن).

وديوان الأستاذ علي الجديد المحتفى به هو ديوان مواويل «قال المعنى».

علي عبدالله خليفة، شاعر البحرين الكبير هو حاليا ومنذ أمد في مصاف كبار الشعراء البحرينيين والخليجيين: في بحرين إبراهيم آل خليفة وإبراهيم العريض وقاسم حداد وأحمد الشملان وعلوي الهاشمي وغازي القصيبي وعلي الشرقاوي وإبراهيم بوهندي وحسن كمال. (أذكر هؤلاء الشعراء على سبيل المثال، فالبحرين هي بحرين الكتاب والأدباء والشعراء وأعلام المسرح والسينما والنحت والموسيقى والغناء).

وأذكر اقتنائي أول ديوان للشاعر علي عبدالله خليفة الذي نشره في سن يافعة «أنين الصواري» (نشر مرتان، في 1969، ثم في 2004)، وتلته دواوين عدة. وترأس الأستاذ علي «جمعية الأدباء والكتاب في البحرين» -ليس البحرينية-، بل في البحرين، فلقد لاحظت ترحيب القائمين على تلك الجمعية بالمشاركات الأدبية من الشاطئ المقابل من عندنا ومن شواطئ أخرى.

وتجلى احتفاء البحرين بالكتاب وبالكتاب لعشرات السنين في شد رحال القراء وتواردهم إلى البحرين، خاصة في فترة الكتاب المنشور ورقيا قبل تنامي عصر الانترنت والنشر الالكتروني، وذلك لارتياد معارض الكتاب، وكذلك لارتياد عدد من المكتبات في أسواق البلد ولا يزالون.

النص النهائي لتسجيل الاحتفالية -احتفاء بديوان الأستاذ علي عبدالله خليفة الذي جاء في 79 دقيقة- هو عن سهرة مبهجة، وكأنها مهرجان قومي لمنح جائزة الأوسكار، وشمل الحفل شذرات من الموسيقى، و29 لوحة فنية وعددا كبيرا من نجوم الفن والأدب والإعلام بمن فيهم وزير الثقافة والإعلام ووزراء سابقون، إضافة إلى ثلة من رجال وسيدات الأعمال والمؤلفين والكتاب ورواد الإبداع.

أرجو كل التوفيق لمعرضنا الحالي للكتاب في الرياض وأن يشمل الاعتناء الوافر بالفكر في هيئة مصادر المعرفة والفكر المجدد وإسهام المجددين وأن يشمل مشاركات جمالية مصاحبة تزيد المعرض قيمة وتضفي عليه رونقا بهيجا بمشاركة المرتادين والمرتادات وبدون أي منغصات.