حين يكون الزهد عبطا!
سنابل موقوتة
الجمعة / 2 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 22:30 - الجمعة 11 مارس 2016 22:30
أحد الزملاء مشهور بكرمه وأحد دلالات هذا الكرم أنه يشتري أغلب ملابسه من «الحراج» وغالبا فإن الثياب التي يشتريها تكون لأشخاص انتقلوا للرفيق الأعلى وقرر ورثتهم التبرع بها ثم ينتهي بها المطاف في الحراج. حين أشاهده يرتدي شيئا جميلا فإني أمتدح ذوق المرحوم الذي لا أعرفه.
في الحقيقة أني كنت أسخر منه وأجدها فرصة للنيل منه واستفزازه لأنه يستطيع أن يلبس شيئا جديدا لا علاقة له بالأموات وورثتهم الذين يريدون التخلص من كل شيء يذكرهم بهم ولكنه يصر على الزهد المتصنع.
اليوم قرأت أن أحد أشهر المليارديرات في العالم يشتري ملابسه هو الآخر من الحراج ويبحث عن أرخص الأشياء ليقتنيها ويستغل سفره لدول العالم الثالث لكي يحلق شعره لأن الحلاقة في هذه الدول تكون غالبا أقل تكلفة.
هذا الملياردير العبيط يرتكب هذا الزهد ـ كما يسميه ـ غير المبرر مع أن ثروته تبلغ الستين مليار دولار وهي ثروة تزيد عن ثروة زميلنا ـ الزاهد المحلي ـ بستين مليار دولار فقط.
أتمنى أن يتأخر وصول هذه المعلومة إلى الواتس اب لأنه المكان الوحيد الذي يمكن أن يقرأ فيه صديقنا هذه المعلومة عن هذا الملياردير خشية من أن تثير فيه الحماس ويزهد حتى في لبس الثياب من أي مكان كانت!
وبالطبع فإن زميلي وصديقه الملياردير السويدي يزينون هذا الفعل ويسمونه زهداً مع أن اسمه في قواميس اللغة هو البخل، والزهد شيء آخر لا علاقة له بمثل هذا العبط، من يريد أن يزهد فليزهد في جمع الأموال، أما أن يجمعها بكل وسيلة ثم يقول إنه يزهد في صرفها فإنه مريض يحتاج إلى علاج.
وعلى أي حال..
لا أريد أن أشمت بأحد خوفا من الابتلاء فأنا واثق أني سأصبح مليارديرا في يوم من الأيام وأخشى أن ينتهي بي المطاف حينها وأنا أشتري ثياب أصدقائي الأغنياء من الحراج بعد أن يتوفاهم الله!
algarni.a@makkahnp.com
في الحقيقة أني كنت أسخر منه وأجدها فرصة للنيل منه واستفزازه لأنه يستطيع أن يلبس شيئا جديدا لا علاقة له بالأموات وورثتهم الذين يريدون التخلص من كل شيء يذكرهم بهم ولكنه يصر على الزهد المتصنع.
اليوم قرأت أن أحد أشهر المليارديرات في العالم يشتري ملابسه هو الآخر من الحراج ويبحث عن أرخص الأشياء ليقتنيها ويستغل سفره لدول العالم الثالث لكي يحلق شعره لأن الحلاقة في هذه الدول تكون غالبا أقل تكلفة.
هذا الملياردير العبيط يرتكب هذا الزهد ـ كما يسميه ـ غير المبرر مع أن ثروته تبلغ الستين مليار دولار وهي ثروة تزيد عن ثروة زميلنا ـ الزاهد المحلي ـ بستين مليار دولار فقط.
أتمنى أن يتأخر وصول هذه المعلومة إلى الواتس اب لأنه المكان الوحيد الذي يمكن أن يقرأ فيه صديقنا هذه المعلومة عن هذا الملياردير خشية من أن تثير فيه الحماس ويزهد حتى في لبس الثياب من أي مكان كانت!
وبالطبع فإن زميلي وصديقه الملياردير السويدي يزينون هذا الفعل ويسمونه زهداً مع أن اسمه في قواميس اللغة هو البخل، والزهد شيء آخر لا علاقة له بمثل هذا العبط، من يريد أن يزهد فليزهد في جمع الأموال، أما أن يجمعها بكل وسيلة ثم يقول إنه يزهد في صرفها فإنه مريض يحتاج إلى علاج.
وعلى أي حال..
لا أريد أن أشمت بأحد خوفا من الابتلاء فأنا واثق أني سأصبح مليارديرا في يوم من الأيام وأخشى أن ينتهي بي المطاف حينها وأنا أشتري ثياب أصدقائي الأغنياء من الحراج بعد أن يتوفاهم الله!
algarni.a@makkahnp.com