الناجح لا يولد من رحم الفقر!
تفاعل
الخميس / 1 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:45 - الخميس 10 مارس 2016 21:45
سمعت كثيرا عن قصص العباقرة، كنت أؤمن بأن الله منحهم نعمة الموهبة الفذة التي تمكنهم من النجاح بأسرع وأسهل الطرق، وبعد أن كبرت وشاهدت من حولي من الأصدقاء والمعارف الأكثر ذكاء والأعظم غباء.. كلهم يخرجون إلى الحياة بالطريقة التقليدية (نجاح، وظيفة، زواج، أبناء، وفاة)، لا يختلفون في شيء غير مسمياتهم الوظيفية أو دخلهم الشهري، لكن لم أجد منهم العبقري الذي يخترع وينجز ويبتكر.
رحت أقرأ في سير بعض العظماء والعباقرة، أحبطني ما فيها من التبجيل والتبهير والتلميع الجالب للغثيان، لك أن تتخيل معي أيها القارئ العزيز: نشأ في بيت فقير معدم، ذهب إلى المدرسة لكنه كان فاشلا جدا وبليدا، طرد من المدرسة، راح يعمل بعرق جبينه، وفجأة وجد شيئا لفت نظره فاشتغل عليه لأيام وشهور وسنين، دعمه أحد الأصدقاء، موله أحد التجار، وصل أخيرا إلى مبتغاه، تغيرت حياته وأصبح من الأثرياء والمخلدين في التاريخ كل ذلك في عقدين فقط!
جميل جدا لكن القصة ناقصة، ينقصها عنصر مهم تغاضى عنه الكاتب! (من أين أتى هذا الصديق الداعم، والممول التاجر، وأين أهل هذا الشاب)؟ نحن نعرف أن عوائلنا في مجتمعنا العربي تخاف التجربة الجديدة، خاصة وإن كانت من شاب لم يبلغ سن الرشد –في نظرهم- لأنه قليل الخبرة، متهور، ينصاع لغرائزه.. فينهونه ويثبطونه بعباراتهم الرنانة (لا تتهور، ترى تندم، كثير جربوا وراحوا فيها)! تزرع هذه العبارات التي يظنون أنها تحذيرية ولمصلحة هذا الشاب النشيط بذرة الخوف من الفشل والتردد في اتخاذ القرار، فإما أن يجازف متأبطا الفشل وإما أن يتخلى عن فكرته متحللا من شدة الإحباط.
ولو عدنا للطفولة قليلا لوجدنا من معلمينا في المدارس أشنع عبارات التثبيط والتحقير (أنت فاشل، أنت غبي) هاتان الجملتان نموذج من عشرات الجمل التي تكال للطلاب في مدارس الشرق الأوسط.
وعلى صعيد الأصدقاء، تتردد تعليقات مثبطة للعزائم منبعها المدرسة: (أنت لن تتغير، ستظل طول العمر غبيا)! صحيح أنها تقال عن طريق المزاح ولعب الأصدقاء، لكنها ترسل إشارات للعقل بأنك كذلك لأنهم الذين اخترتهم بنفسك، فهم يعرفون قدراتك ومهاراتك، فيرسخ في ذهنك لا شعوريا (هذه حدودك لن تستطيع تجاوزها إلا إذا تجاوزها أصدقاؤك).
خلاصة القول أن البيئة المحيطة (الأسرة، الأصدقاء، والمدرسة) هي التي تؤثر على الإنسان في سلوكه وتعامله وطموحاته، فلو صلح أحد الأركان هذه لوجدنا العالم العربي مكتظا بالعباقرة والعلماء الذين سيخلدهم التاريخ.
رحت أقرأ في سير بعض العظماء والعباقرة، أحبطني ما فيها من التبجيل والتبهير والتلميع الجالب للغثيان، لك أن تتخيل معي أيها القارئ العزيز: نشأ في بيت فقير معدم، ذهب إلى المدرسة لكنه كان فاشلا جدا وبليدا، طرد من المدرسة، راح يعمل بعرق جبينه، وفجأة وجد شيئا لفت نظره فاشتغل عليه لأيام وشهور وسنين، دعمه أحد الأصدقاء، موله أحد التجار، وصل أخيرا إلى مبتغاه، تغيرت حياته وأصبح من الأثرياء والمخلدين في التاريخ كل ذلك في عقدين فقط!
جميل جدا لكن القصة ناقصة، ينقصها عنصر مهم تغاضى عنه الكاتب! (من أين أتى هذا الصديق الداعم، والممول التاجر، وأين أهل هذا الشاب)؟ نحن نعرف أن عوائلنا في مجتمعنا العربي تخاف التجربة الجديدة، خاصة وإن كانت من شاب لم يبلغ سن الرشد –في نظرهم- لأنه قليل الخبرة، متهور، ينصاع لغرائزه.. فينهونه ويثبطونه بعباراتهم الرنانة (لا تتهور، ترى تندم، كثير جربوا وراحوا فيها)! تزرع هذه العبارات التي يظنون أنها تحذيرية ولمصلحة هذا الشاب النشيط بذرة الخوف من الفشل والتردد في اتخاذ القرار، فإما أن يجازف متأبطا الفشل وإما أن يتخلى عن فكرته متحللا من شدة الإحباط.
ولو عدنا للطفولة قليلا لوجدنا من معلمينا في المدارس أشنع عبارات التثبيط والتحقير (أنت فاشل، أنت غبي) هاتان الجملتان نموذج من عشرات الجمل التي تكال للطلاب في مدارس الشرق الأوسط.
وعلى صعيد الأصدقاء، تتردد تعليقات مثبطة للعزائم منبعها المدرسة: (أنت لن تتغير، ستظل طول العمر غبيا)! صحيح أنها تقال عن طريق المزاح ولعب الأصدقاء، لكنها ترسل إشارات للعقل بأنك كذلك لأنهم الذين اخترتهم بنفسك، فهم يعرفون قدراتك ومهاراتك، فيرسخ في ذهنك لا شعوريا (هذه حدودك لن تستطيع تجاوزها إلا إذا تجاوزها أصدقاؤك).
خلاصة القول أن البيئة المحيطة (الأسرة، الأصدقاء، والمدرسة) هي التي تؤثر على الإنسان في سلوكه وتعامله وطموحاته، فلو صلح أحد الأركان هذه لوجدنا العالم العربي مكتظا بالعباقرة والعلماء الذين سيخلدهم التاريخ.