الفضيحة والمجتمع
تفاعل
الخميس / 1 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:45 - الخميس 10 مارس 2016 21:45
المتأمل لحال مجتمعنا والمتابع للقضايا التي تثير اهتمامه وتثار بين أفراده، يجد أن القضايا ذات الطابع الفضائحي هي الأكثر إثارة بالنسبة له، وبحسب محرك البحث الشهير غوغل فإن كلمة (فضيحة) تم البحث عنها نحو 18.400.000 مرة، وهو رقم مخيف يثير التساؤلات عن أسباب تلهف الناس وشغفهم بالفضائح.
ولك أن تتابع كيف يصل مقطع مصور لفضيحة ما وينتشر انتشار النار في الهشيم ويتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعية بسرعة البرق فيتسابق الناس في التعليق عليه والنيل من صاحبه دون معرفة ملابسات قضيته، وحينها سترى كيف هي أحوال الناس في التعاطي مع الفضائح: فمنهم شامت من المفضوح مستهزئ به وكأنه قد ضمن ستر الله عليه في جميع أحواله، ونوع مشفق عليه ومتعاطف معه، لكن لا يمنع نفسه من تداول ومشاهدة هذا المقطع.
أما النوع الأخير وهو قلة، من يعرض عما شاهد فلا ينشر أو يتحدث، والمؤسف أن وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي كشفت هوس كثير من الناس بالفضيحة ومتابعة الجديد فيها وتتبع عورات المسلمين بل وصل الحال بكثير منهم بتبهير الفضيحة بالكذب والبهتان!
والعجيب أننا أبناء لمجتمع يطلق عليه إسلامي قد تشبع بالأحاديث النبوية والمواعظ التي تحث على ستر المسلم، لكن يبدو أن ما تعلمناه شيء وما نطبقه شيء آخر، والأعجب أن البعض في قضايا الستر يكيل بمكيالين، فالستر عنده خاضع في المقام الأول لشخص المفضوح إن كان يحبه أو يتفق معه أيديولوجيا فهو جدير بأن يستر عليه، أما إن كان يبغضه أو يختلف معه فلا يرى أي غضاضة في فضحه بل يسوق المبررات!
لذلك يبقى السؤال المهم هل فكر هؤلاء يوما بذوي المفضوح وأحبته؟ بل هل استشعر حاله ووضع نفسه مكانه لوهلة؟
أكاد أجزم أن الجميع لو فكر مليا في هذه النقطة ربما يتغير سلوكه حين يسمع بفضيحة ما.
ختاما، لنتذكر أننا لسنا ملائكة بل بشر جبلنا على الخطأ الذي هو من طبيعتنا، فحين تصل لمسامعنا فضيحة ما، فلنتذكر ستر الله علينا برغم كل أخطائنا ولنجعل هواتفنا مقبرة لفضائح الآخرين.
ولك أن تتابع كيف يصل مقطع مصور لفضيحة ما وينتشر انتشار النار في الهشيم ويتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعية بسرعة البرق فيتسابق الناس في التعليق عليه والنيل من صاحبه دون معرفة ملابسات قضيته، وحينها سترى كيف هي أحوال الناس في التعاطي مع الفضائح: فمنهم شامت من المفضوح مستهزئ به وكأنه قد ضمن ستر الله عليه في جميع أحواله، ونوع مشفق عليه ومتعاطف معه، لكن لا يمنع نفسه من تداول ومشاهدة هذا المقطع.
أما النوع الأخير وهو قلة، من يعرض عما شاهد فلا ينشر أو يتحدث، والمؤسف أن وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي كشفت هوس كثير من الناس بالفضيحة ومتابعة الجديد فيها وتتبع عورات المسلمين بل وصل الحال بكثير منهم بتبهير الفضيحة بالكذب والبهتان!
والعجيب أننا أبناء لمجتمع يطلق عليه إسلامي قد تشبع بالأحاديث النبوية والمواعظ التي تحث على ستر المسلم، لكن يبدو أن ما تعلمناه شيء وما نطبقه شيء آخر، والأعجب أن البعض في قضايا الستر يكيل بمكيالين، فالستر عنده خاضع في المقام الأول لشخص المفضوح إن كان يحبه أو يتفق معه أيديولوجيا فهو جدير بأن يستر عليه، أما إن كان يبغضه أو يختلف معه فلا يرى أي غضاضة في فضحه بل يسوق المبررات!
لذلك يبقى السؤال المهم هل فكر هؤلاء يوما بذوي المفضوح وأحبته؟ بل هل استشعر حاله ووضع نفسه مكانه لوهلة؟
أكاد أجزم أن الجميع لو فكر مليا في هذه النقطة ربما يتغير سلوكه حين يسمع بفضيحة ما.
ختاما، لنتذكر أننا لسنا ملائكة بل بشر جبلنا على الخطأ الذي هو من طبيعتنا، فحين تصل لمسامعنا فضيحة ما، فلنتذكر ستر الله علينا برغم كل أخطائنا ولنجعل هواتفنا مقبرة لفضائح الآخرين.