«حكاية حسن».. ودهشة اللاوعي!
الأربعاء / 29 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 21:30 - الأربعاء 9 مارس 2016 21:30
يعد التوقيت المناسب لبث الرسالة الإعلامية من أهم الاعتبارات المهنية في المجال الإعلامي، بل إنه يضفي أهمية كبيرة على المادة الإعلامية ذاتها، فيجب على إدارة التحرير في أي منظمة أن تتخذ قرار بث رسالتها في الظروف الملائمة لطريقة معالجتها للقضية وتعاطي الرأي العام حولها، وإلا لن تفلح الرسائل بإيصال أي مضمون يشكل اتجاها إيجابيا لدى المتلقي، حتى وإن ضختها القناة الإعلامية وسوقت لها بكثافة عالية، فمثلا عندما بثت قناة «العربية» ما زعمت بأنه فيلم وثائقي يحكي السيرة الذاتية والسياسية لحسن نصر الله، وأطلقت عليه مسمى «حكاية حسن» واصفة إياه بـ»رجل كل الحروب» متناسية أنه أحد أكبر المعادين للسعودية حكومة وشعبا، ومن أبرز رموز الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم، والمرتبط ارتباطا عضويا وخدميا بسياسة إيران التوسعية، وصاحب الفضل بتعطيل الطموحات الإنسانية للمعارضة السورية، بثته بعد يوم واحد فقط من قرار السعودية بوقف المساعدات المالية لدعم وتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن بمبلغ 4 مليارات دولار؛ تأكد أن التوقيت لتلك الحكاية تقف خلفه العديد من الأدمغة غير البريئة في القناة وخارجها، ويعد ذلك بمثابة تسديد طعنة غدر لموقفنا ضد ذلك الحزب الإرهابي، ولا مكان في العقل البشري لاستيعاب أي تبرير آخر.
حين نتحدث عن «التلفزيون» تحديدا، من المفترض أن نجده القناة التي تصوّر الحدث وتصفه بدقة، وتقرب جوهره مباشرة إلى حس المشاهد، وتصنع الواقع الذي جرى سابقا أو يجري حاليا، أو باختصار وجيز «مشاهدة الأحداث كما هي»، ولا شك أنه يستطيع أن يدفع بعواطف المشاهد بقوة، ويكوِّن لديه اتجاها وجدانيا قد يترجم إلى سلوك ما، ولكن في المقابل يعتبر الجمهور ميزان نجاح المنتج الإعلامي والمحك الأول والحكم الوحيد على تميزه، كونه يستطيع الانتقاء والتقييم، وبالتالي إظهار ردة الفعل التي قد تصنع مادة إعلامية معاكسة.
حين سوّقت القناة للفيلم ثم عرضته بهذا التوقيت؛ أكدت لنا أن هناك ثمة خللا في رؤى بعض الوسائل الإعلامية السعودية، وانعزالا تاما عمّا تمر به المنطقة من أحداث مفصلية، فضلا عن غياب الأدوات لإظهار الحقائق وتفنيد الاستهداف الإعلامي وحملات تشويه السمعة الذي نتعرض له من عدة دول، وعلى كافة الأصعدة أيضا، الأمر الذي يحتم على الجهات المعنية بالممارسات الإعلامية المختلفة، إعادة حساباتها والاستفاقة السريعة من دهشة اللاوعي، وعدم التخلف عن قطار السعودية الذي يقود العالم العربي نحو رحلة الاستقرار والأمن بإذن الله، ويعيد روح القيادة والوجاهة المتأصلة في تكوين الفرد العربي، وعلى تلك الوسائل المغرضة أن تعي بأن المجتمع السعودي أصبح يفكر ويقيم ويشارك برأيه، ولم يعد ذلك الذي تستطيع توجيهه كيفما شاءت، بل بوعيه هو الذي يوجهها لتعرض له القضايا التي يشاء.
عادة ينقسم الرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي حول أي قضية وبلا فائدة تذكر أو حلول مجدية أو حتى تقبل لوجهات النظر الأخرى، لكن المتابع لهذه القضية لا يجد في المجتمع السعودي إلا طرفا واحدا يرفض الفيلم جملة وتفصيلا، بينما يجد طرفا آخر يقبع في جنوب لبنان تحديدا، يرقص فرحا على هذا الاستخفاف المكشوف، ويجد نفسه يكسب -دون أن يعبأ- شرعية لأعماله الإرهابية أمام العالم الذي يترقب حائرا نهاية النزاع في الشرق الأوسط، وربما أصيب بالجنون بسبب تفاوت الأفعال الدولية والأقوال الإعلامية!
حين نتحدث عن «التلفزيون» تحديدا، من المفترض أن نجده القناة التي تصوّر الحدث وتصفه بدقة، وتقرب جوهره مباشرة إلى حس المشاهد، وتصنع الواقع الذي جرى سابقا أو يجري حاليا، أو باختصار وجيز «مشاهدة الأحداث كما هي»، ولا شك أنه يستطيع أن يدفع بعواطف المشاهد بقوة، ويكوِّن لديه اتجاها وجدانيا قد يترجم إلى سلوك ما، ولكن في المقابل يعتبر الجمهور ميزان نجاح المنتج الإعلامي والمحك الأول والحكم الوحيد على تميزه، كونه يستطيع الانتقاء والتقييم، وبالتالي إظهار ردة الفعل التي قد تصنع مادة إعلامية معاكسة.
حين سوّقت القناة للفيلم ثم عرضته بهذا التوقيت؛ أكدت لنا أن هناك ثمة خللا في رؤى بعض الوسائل الإعلامية السعودية، وانعزالا تاما عمّا تمر به المنطقة من أحداث مفصلية، فضلا عن غياب الأدوات لإظهار الحقائق وتفنيد الاستهداف الإعلامي وحملات تشويه السمعة الذي نتعرض له من عدة دول، وعلى كافة الأصعدة أيضا، الأمر الذي يحتم على الجهات المعنية بالممارسات الإعلامية المختلفة، إعادة حساباتها والاستفاقة السريعة من دهشة اللاوعي، وعدم التخلف عن قطار السعودية الذي يقود العالم العربي نحو رحلة الاستقرار والأمن بإذن الله، ويعيد روح القيادة والوجاهة المتأصلة في تكوين الفرد العربي، وعلى تلك الوسائل المغرضة أن تعي بأن المجتمع السعودي أصبح يفكر ويقيم ويشارك برأيه، ولم يعد ذلك الذي تستطيع توجيهه كيفما شاءت، بل بوعيه هو الذي يوجهها لتعرض له القضايا التي يشاء.
عادة ينقسم الرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي حول أي قضية وبلا فائدة تذكر أو حلول مجدية أو حتى تقبل لوجهات النظر الأخرى، لكن المتابع لهذه القضية لا يجد في المجتمع السعودي إلا طرفا واحدا يرفض الفيلم جملة وتفصيلا، بينما يجد طرفا آخر يقبع في جنوب لبنان تحديدا، يرقص فرحا على هذا الاستخفاف المكشوف، ويجد نفسه يكسب -دون أن يعبأ- شرعية لأعماله الإرهابية أمام العالم الذي يترقب حائرا نهاية النزاع في الشرق الأوسط، وربما أصيب بالجنون بسبب تفاوت الأفعال الدولية والأقوال الإعلامية!