الرأي

حكاية المؤامرة

تقريبا

فواز عزيز
انتهت الثورة على 'حكاية حسن' وقناة 'العربية'، ولم يحدث شيء من كلام المغردين 'الغاضب'، فـ 'تركي الدخيل' لا يزال مدير عام القناة، وذهبت التغريدات التي بثت خبر 'الإقالة' أدراج الرياح، ولم ولن يخجل من روجها من تكرار التجربة!

اختلطت علينا الأخبار 'الموثوقة' بـ 'المكذوبة'.. وليست المشكلة 'الكبرى' فيمن يصنع 'الإشاعة'، بل فيمن يسوق لها عمدا أو جهلا!

القصص المكذوبة تنتشر أحيانا أكثر من الأخبار الموثوقة؛ لأننا نحن من يبحث عنها ويروج لها، ولك أن تسترجع ذاكرتك 30 يوما ماضيا لتدرك الكم الهائل من الإشاعات التي سيطرت على حياتنا، وستدرك أننا أمام طوفان من الإشاعة، فذات 'الفاعل' يكرر علينا 'فعله' ونحن نتناقل 'كذبته' ثم 'نصدقها'!

أحيانا تُصنع الإشاعة بلا دوافع 'سيئة'، لأن 'التحليل والتفسير'عنصران رئيسيان في صناعة 'الإشاعة' حين يمارسان بجهل أو غباء!

كنا نعتقد أن 'الإعلام الجديد' سيكون 'ثورة' على 'الإعلام التقليدي'، لكنه كان أسهل الطرق وأسرعها لانطلاقة 'الإشاعة' حتى يقع فيها الجميع، بما في ذلك 'الإعلام التقليدي' الموثوق!

الصور أداة 'توثيق' لما ترفق به، سواء كان المرفق حقيقة أم إشاعة، وحتى لو كان لدى القارئ حدس ناقد أو هاجس باحث ستعمل 'الصورة' على زيادة المصداقية، لكن واقع الإشاعة 'المزعج' يستلزم أن نكون أحرص على تفحص الصورة والبحث عن مصداقيتها، وحقيقة إلمامها بالمشهد كاملا.

المشاهد المصورة والفيديوهات الملتقطة التي تحمل أخبارا تحتاج يقظة مبدأ 'الشك' قبل تصديق ما فيها، وقبل التفكير في إعادة تدويرها إلى الغير، فتكون شريكا في الجريمة!

أحيانا يجعلك الغباء مذنبا رئيسيا حين تمارس التحليل والتفسير لصورة وكأنك عايشت واقعها، واطلعت على كامل تفاصيل الحدث الذي التقطت لطرف منه، فتحول الصورة إلى خبر تفسيري من 'دماغك' يتناقله الناس ويزيدون عليه حتى تكتمل تفاصيل الإشاعة ويتضرر منها من لا ذنب له.

(بين قوسين)

كان لـ 'إبراهيم القحطاني' ورفاقه مؤامرة على 'الإشاعة' في فيلم 'مؤامرة سناب شات' الذي احتوى درسا قاسيا للمجتمع لتوعيته 'عمليا'، وليس نظريا، فكل أفراد المجتمع يستطيعون الحديث عن 'الإشاعة' لساعات، لكنهم بعد ذلك سيتبادلون 'الإشاعة' فيما بينهم!