الرأي

الهامشي الهاشمي!

يمين الماء

عبدالحليم البراك
كاميرا وطاولة وكرسيان اثنان، وقطعة قماش معلقة على جدار في الخلفية، هل هذا استوديو تصوير بجانب الجوازات أو مسرح مركز صيفي لعام 1415، لا. طبعا، هذا شخص مدّع أنشأ قناة فضائية هذه محتوياتها بالضبط، وهو المعد والمقدم والمخرج، بل هو الذي يضغط «سويتش» التصوير ثم يجري مستعجلا نحو كرسيه ليتحول - بقدرة البجاحة لديه - إلى مذيع.

رجل جاء للسعودية كضيف في معظم المحافل الثقافية عطفا على (صفّ الكلمات) التي يتمتع بها، فجأة انقلب لعاب الجوع والعطش الذي يتمتع به إلى سعار، لكننا لا نخاف عضّه، ولن نعطيه «الغلوبولين» حتى يتوقف صوته الذي لم يزعج الحارة السعودية، بل أزعج نفسه.

شعر أنه وحيد، وظن أن دواء الوحدة هو الابتزاز، وليته يعرف أن ابتزاز دول أوقف بقرار حكيم، فلن ينفع ابتزاز صاحب الغرفة والستارة القماشية والكاميرا الوحيدة المتهالكة!

الهاشمي الإعلامي، في إحدى تغريداته، استجدى وسائل الإعلام السعودية، لنشر بيان من بياناته الهشة المنسوبة لحزبه (حزبه مثل الاستوديو الذي يملكه: هو المالك والمؤسس والأعضاء، وأيضا هو الذي يطفئ الأنوار آخر الليل، ويغلق الباب)، وحين قدرت (واس) و(الأم بي سي) وغيرهما حجمه جيدا ولم تلقِ له بالا، بال كلاما من فمه يقطر أسى على حاله بأن إعلامنا لا يمثل رعاية الحرمين.

لا تحتاج لكبير جهد لتعرف حجم تواضع ذهنه، فعندما تكون ضيفا على بلد ما عدة سنوات، ثم فجأة تنقلب عليه، والبلد هو البلد لم يتغير، فالذي تغير هو الهاشمي، لأن الماء انقطع، (يا عزيزي انقطع الماء عن دول تنكّرت للوفاء لمن أحسن إليها، وليس عن صاحب استوديو!).

كلنا نحب تونس، والتونسيون شعب طيب ودود وأصدقاء لطيفون، نحبهم ويحبوننا، ولن يجرنا (صاحب استوديو) إلى أن ننقل سوء كلامه لننقد الحال في تونس وإعلامها، فتونس والتونسيون يختارون ما يناسب بلدهم، ونقدر لهم حرياتهم، وتدخل الهاشمي في الشأن السعودي، لن يدفعنا -بسذاجة- أن نخسر تونسيا واحدا عاقلا ما عدا صاحب (استوديو السعادة وحزب السعادة وشقة السعادة!).