كوني مسرورة في القارورة
دبس الرمان
الثلاثاء / 28 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 19:45 - الثلاثاء 8 مارس 2016 19:45
عزيزتي المرأة، كم نتشارك ونتشابه بقدر اختلافاتنا حين اجترار ذكريات مدارسنا الجميلة. فما بين «المرايات» المكسرة في الحمامات حتى لا نضيع وقتنا في النظر إليها، وحملات التفتيش الفجائية للإيقاع برواياتنا وأشرطة الكاسيت التي كنا نتبادلها، وما بين ندوات الدين عن عذابات الجحيم. نجحوا للأسف أن يزرعوا فينا أن حبنا الفطري للاهتمام بأنفسنا هو شبهة انحراف و(قلة حيا)، وأن ميلنا الطبيعي لحب الترفيه وربما أحيانا الثقافة والاطلاع إنما هو جريمة نستحق عليها الوصم بقلة الأدب وكتابة التعهدات. وكم أبتسم في هدوء وداخلي يرتج بالضحك حين يستنتج الأجانب خاصة أنني بالتأكيد تلقيت تعليمي خارج المملكة، فمن المستحيل أن أمتلك هذا الفكر وهذه الإمكانات الشخصية واللغوية بتعليم محلي. يا «ويلتي» لو يعلمون أنني لست فقط خريجة تعليم محلي، بل وخريجة مدرسة لا اسم لها، مدرسة (أبو رقم).
نعم خلقنا في ظروف قاسية، وكتب الله لنا أن نكون في هذا المكان وفي هذا الزمان اللذين لا يعتبران البيئة الأمثل لجنس النساء، ولكن جمال هذا العصر يكمن في أن أدواته هي الفكر والمعرفة والحكمة، وهل أفضل منا نحن النساء فيها! وعليه فنحن لا نحتاج إلى العويل، والتحدي والغضب، بل على العكس نحتاج العودة للفطرة، فالمرأة خُلقت عقلا جميلا وقلبا رحيما ليتوازن العالم، ويمتلئ بالحب والجمال والسلام، بعد أن ملأه الرجل لعقود طويلة بالقسوة والحروب.
لذا عزيزتي المرأة لا تسمحي لأحد بأن ينتزع منك أنوثتك، ولا تسمحي لقسوة الظروف وقصور القوانين أن يجبراك على أحد خيارين، إما التنازل عن حقك بضعف أنثوي، أو المطالبة به بعنف ذكوري، بل تذكري أن القوة لفظ أنثوي، فتعلمي وتثقفي وكوني واعية لتسترديه برقي إنساني، لا تسمحي للظروف القاسية والمظالم والتعسفات أن تنسيك أنك قبل كل شيء خُلقت للاحتواء، سواء احتواء طفل أو احتواء شعب، فالمهارات اللازمة للاثنين واحدة، ولا تسمحي للشعارات والتيارات والأجندات بأن تستنزفك وتستنزف معين الرقة واللطف فيك، بل كوني ما شئت أن تكوني، أمّا متفرغة، عالمة فضاء، طباخة ماهرة، طبيبة بيطرية، عاملة نظافة، متسلقة جبال، زوجة ودودا، مفكرة وفيلسوفة، «رضية والدين»، وربما كلها معا، ما المانع؟
عزيزتي الأنثى الجميلة، طالما أنت سعيدة لا تسمحي لأحد أن يقلل من شأن اختياراتك ولو كانت الأميرة فلانة، أو الناشطة علانة. وابتسمي بثقة، فلا حاجة لك لإثبات شيء، فها هو التاريخ شاهد على بلقيس الحكيمة، والحاضر شاهد على رئيسة وزراء ألمانيا الفطينة. وتيقني أنك لم تخلقي للشقاء، بل خُلقت للتنعم، وأن امرأة سعيدة تعني رجلا سعيدا وطفلا سعيدا، وعائلة سعيدة. فيا أيها الخلق باختصار إذا أردتم السعادة، فأسعدوا النساء.
نعم خلقنا في ظروف قاسية، وكتب الله لنا أن نكون في هذا المكان وفي هذا الزمان اللذين لا يعتبران البيئة الأمثل لجنس النساء، ولكن جمال هذا العصر يكمن في أن أدواته هي الفكر والمعرفة والحكمة، وهل أفضل منا نحن النساء فيها! وعليه فنحن لا نحتاج إلى العويل، والتحدي والغضب، بل على العكس نحتاج العودة للفطرة، فالمرأة خُلقت عقلا جميلا وقلبا رحيما ليتوازن العالم، ويمتلئ بالحب والجمال والسلام، بعد أن ملأه الرجل لعقود طويلة بالقسوة والحروب.
لذا عزيزتي المرأة لا تسمحي لأحد بأن ينتزع منك أنوثتك، ولا تسمحي لقسوة الظروف وقصور القوانين أن يجبراك على أحد خيارين، إما التنازل عن حقك بضعف أنثوي، أو المطالبة به بعنف ذكوري، بل تذكري أن القوة لفظ أنثوي، فتعلمي وتثقفي وكوني واعية لتسترديه برقي إنساني، لا تسمحي للظروف القاسية والمظالم والتعسفات أن تنسيك أنك قبل كل شيء خُلقت للاحتواء، سواء احتواء طفل أو احتواء شعب، فالمهارات اللازمة للاثنين واحدة، ولا تسمحي للشعارات والتيارات والأجندات بأن تستنزفك وتستنزف معين الرقة واللطف فيك، بل كوني ما شئت أن تكوني، أمّا متفرغة، عالمة فضاء، طباخة ماهرة، طبيبة بيطرية، عاملة نظافة، متسلقة جبال، زوجة ودودا، مفكرة وفيلسوفة، «رضية والدين»، وربما كلها معا، ما المانع؟
عزيزتي الأنثى الجميلة، طالما أنت سعيدة لا تسمحي لأحد أن يقلل من شأن اختياراتك ولو كانت الأميرة فلانة، أو الناشطة علانة. وابتسمي بثقة، فلا حاجة لك لإثبات شيء، فها هو التاريخ شاهد على بلقيس الحكيمة، والحاضر شاهد على رئيسة وزراء ألمانيا الفطينة. وتيقني أنك لم تخلقي للشقاء، بل خُلقت للتنعم، وأن امرأة سعيدة تعني رجلا سعيدا وطفلا سعيدا، وعائلة سعيدة. فيا أيها الخلق باختصار إذا أردتم السعادة، فأسعدوا النساء.