يوميات.. ذكريات.. أسرار..!
تفاعل
الثلاثاء / 28 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الثلاثاء 8 مارس 2016 20:30
يدس رأسه في دفتر يخفيه كتاب! تحتضن مجلدا صغيرا في سريرها! ما تحت أعينهما يبقى أقرب من كل صديق وربما من الأبوين والإخوة!
في فجر عمره يشتكي الجوع والعطش والمرض والألم، ينام في السيارة وعلى أي أرض. يفلت تعبير الصغير عن تلك الأمور، لكنه
يسكب رسوما ورموزا وحروفا في كتيب لا يراه غيره، ثم يتلفه بعد أمد!
الوعاء الذي هو جسمه وشكله ويحمل اسمه وعمره قد تدله أوعية حوله على تلبية حاجاته من طعام وشراب ولباس، لكنها ذرات كربون تتلاقى وتتعايش وتزيد وتنقص. أما باطن وحقيقة الوعاء، تلك الروح المرسلة في فسحة الكون، فباقية مختلفة عن كل تالف. المراهق تصل إلى كيانه تفاصيل الأشياء وخفاياها، فتفيض أسئلة وشكوكا وظنونا، وتفور رغبات وتوجسات وتطلعات، فإذا افتقد قلبا يناجيه ويعالجه لجأ إلى قلب الورق الأبيض الذي لا يرد كلامه ولا يفضح أسراره ولا يعاتبه على التساؤلات والآمال والخيارات التي تمر على كل إنسان، اعترف أم أنكر!
كيف لو جعل أحدنا نفسه دفتر يوميات وذكريات وأسرار ابن أو أخ أو من في حكمهما، يكسبه بالإصغاء وبالمحاورة، يحترمه ويساعده ويؤمّنه، يرحمه بالمعاملة التي تمناها لنفسه عندما كان في سنه؟ لا شك أنها سنة حسنة بل أمانة علينا لئلا نضطر الشاب إلى التخفي والهرب من غوامض لا يعرف نتائجها، وقد يستمرئ الكذب والكتمان، وربما يلجئه الصمت والإحباط والإمعية إلى أقنعة وأغلال لا يطيق نزعها، ثم إلى عقد نفسية تمسي في الكبر أزمات لا تنتهي.
هيا نُحيل الرحى المظلمة سلالم من نور ونسقي البراعم لنجني الزهور.
في فجر عمره يشتكي الجوع والعطش والمرض والألم، ينام في السيارة وعلى أي أرض. يفلت تعبير الصغير عن تلك الأمور، لكنه
يسكب رسوما ورموزا وحروفا في كتيب لا يراه غيره، ثم يتلفه بعد أمد!
الوعاء الذي هو جسمه وشكله ويحمل اسمه وعمره قد تدله أوعية حوله على تلبية حاجاته من طعام وشراب ولباس، لكنها ذرات كربون تتلاقى وتتعايش وتزيد وتنقص. أما باطن وحقيقة الوعاء، تلك الروح المرسلة في فسحة الكون، فباقية مختلفة عن كل تالف. المراهق تصل إلى كيانه تفاصيل الأشياء وخفاياها، فتفيض أسئلة وشكوكا وظنونا، وتفور رغبات وتوجسات وتطلعات، فإذا افتقد قلبا يناجيه ويعالجه لجأ إلى قلب الورق الأبيض الذي لا يرد كلامه ولا يفضح أسراره ولا يعاتبه على التساؤلات والآمال والخيارات التي تمر على كل إنسان، اعترف أم أنكر!
كيف لو جعل أحدنا نفسه دفتر يوميات وذكريات وأسرار ابن أو أخ أو من في حكمهما، يكسبه بالإصغاء وبالمحاورة، يحترمه ويساعده ويؤمّنه، يرحمه بالمعاملة التي تمناها لنفسه عندما كان في سنه؟ لا شك أنها سنة حسنة بل أمانة علينا لئلا نضطر الشاب إلى التخفي والهرب من غوامض لا يعرف نتائجها، وقد يستمرئ الكذب والكتمان، وربما يلجئه الصمت والإحباط والإمعية إلى أقنعة وأغلال لا يطيق نزعها، ثم إلى عقد نفسية تمسي في الكبر أزمات لا تنتهي.
هيا نُحيل الرحى المظلمة سلالم من نور ونسقي البراعم لنجني الزهور.