الأمريكي الذي صنع ثقافتنا ومتعتنا
تقريبا
الاثنين / 27 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الاثنين 7 مارس 2016 20:30
هو أمريكي لكنه كتبنا وكتب لنا، ومنحنا الثقافة والمتعة زمنا طويلا. عرفنا جل إنتاجه وإبداعه وجهلنا اسمه وصورته. هو «زهير الدجيلي»، الأمريكي الجنسية، والعربي من أرض العراق التي هرب منها في عصرين، وقضي عمرا في سجون ما سبق العصرين، حتى زوجته سجنت، بل حتى ابنته البكر جاءت إلى الدنيا في السجن.
أنا شخصيا من جيل استمتع واستفاد من «افتح يا سمسم»، و«سلامتك»، و«قف»، و«أطفالنا أكبادنا»، و«زمن الإسكافي»، و«ديوان السبيل» التي كانت جزءا من إبداع «زهير الدجيلي» الذي يعتبر أحد أكثر العرب غزارة في الإنتاج، شعرا ونثرا.
الدجيلي ولد عام 1937 في الناصرية بعدما غادر أهله الدجيل، ودرس فيها ثم انتقل إلى بغداد، ومارس الصحافة حتى وصل إلى رئيس تحرير، وكتب الشعر الكثير منه 180 أغنية عراقية، منها «يا الطيور الطايرة، حسبالي، محطات، مكاتيب...»، والكثير من الأشعار والقصص لبرامج الأطفال التربوية والتوعوية. ودخل السجن أزمنة كثيرة في العراق، ثم هرب كالطيور الطائرة، وكتب الأغنية الشهيرة «يا الطيور الطايرة» التي سكنت الذاكرة بصوت الفنان العراقي الشهير «سعدون جابر»، وكانت عنوانا لعراقيين كثر هربوا من وطنهم إلى «المهجر». ولم يعد «الدجيلي» إلى العراق حتى غادر الحياة في الكويت التي عاش فيها 4 عقود، وقدم فيها وفي الخليج الكثير من الإبداع الصحفي والتلفزيوني والإذاعي، فكان ركنا أساسيا من أعمال «مؤسسة الإنتاج البرامجي لدول الخليجي»، وشريكا لـ»عبدالحسين عبدالرضا، وسعاد عبدالله، ونجوم الخليج» في عدد من المسلسلات. وكان ممن هربوا أيام الغزو العراقي للكويت، فسكن السعودية وعمل فيها وأبدع، ثم عاد إلى الكويت وسكنها وسكنته حتى آخر أيامه.
كان «زهير الدجيلي» يحلم أن يعود إلى وطنه، لكن «العراق» جاء من سيئ إلى أسوأ، فبقي «كويتيا»، وبكى حين سأله «محمد الخميسي» في برنامج «وينك»: لو عدت إلى العراق فما هو أول مكان ستزوره؟ فبكى وقال: قبر أمي!
قال بلهجته «العراقية» عن العراق مؤخرا:
«ردتك وطن.. أحلى وطن.. مو أرض مهجورة..
يسكنها قطاع الطرق واكلاب مسعورة!
ردتك وطن.. بيه الفرح عالي أبسماه..
وشمسه تضوي ابنوره..
مو مقبرة.. مو مجزرة.. مو مسخرة..
مو مدن تغزوها الذئاب وبشر مذعورة»!
أنا شخصيا من جيل استمتع واستفاد من «افتح يا سمسم»، و«سلامتك»، و«قف»، و«أطفالنا أكبادنا»، و«زمن الإسكافي»، و«ديوان السبيل» التي كانت جزءا من إبداع «زهير الدجيلي» الذي يعتبر أحد أكثر العرب غزارة في الإنتاج، شعرا ونثرا.
الدجيلي ولد عام 1937 في الناصرية بعدما غادر أهله الدجيل، ودرس فيها ثم انتقل إلى بغداد، ومارس الصحافة حتى وصل إلى رئيس تحرير، وكتب الشعر الكثير منه 180 أغنية عراقية، منها «يا الطيور الطايرة، حسبالي، محطات، مكاتيب...»، والكثير من الأشعار والقصص لبرامج الأطفال التربوية والتوعوية. ودخل السجن أزمنة كثيرة في العراق، ثم هرب كالطيور الطائرة، وكتب الأغنية الشهيرة «يا الطيور الطايرة» التي سكنت الذاكرة بصوت الفنان العراقي الشهير «سعدون جابر»، وكانت عنوانا لعراقيين كثر هربوا من وطنهم إلى «المهجر». ولم يعد «الدجيلي» إلى العراق حتى غادر الحياة في الكويت التي عاش فيها 4 عقود، وقدم فيها وفي الخليج الكثير من الإبداع الصحفي والتلفزيوني والإذاعي، فكان ركنا أساسيا من أعمال «مؤسسة الإنتاج البرامجي لدول الخليجي»، وشريكا لـ»عبدالحسين عبدالرضا، وسعاد عبدالله، ونجوم الخليج» في عدد من المسلسلات. وكان ممن هربوا أيام الغزو العراقي للكويت، فسكن السعودية وعمل فيها وأبدع، ثم عاد إلى الكويت وسكنها وسكنته حتى آخر أيامه.
كان «زهير الدجيلي» يحلم أن يعود إلى وطنه، لكن «العراق» جاء من سيئ إلى أسوأ، فبقي «كويتيا»، وبكى حين سأله «محمد الخميسي» في برنامج «وينك»: لو عدت إلى العراق فما هو أول مكان ستزوره؟ فبكى وقال: قبر أمي!
قال بلهجته «العراقية» عن العراق مؤخرا:
«ردتك وطن.. أحلى وطن.. مو أرض مهجورة..
يسكنها قطاع الطرق واكلاب مسعورة!
ردتك وطن.. بيه الفرح عالي أبسماه..
وشمسه تضوي ابنوره..
مو مقبرة.. مو مجزرة.. مو مسخرة..
مو مدن تغزوها الذئاب وبشر مذعورة»!