يمكن الطفل تعلم القراءة بعيد السن الثانية!
تفاعل
الاحد / 26 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الاحد 6 مارس 2016 20:30
لتحقيق هذا الموضوع هناك افتراضان أساسيان: أن الأم قررت أن تكون أما متفرغة بدوام كامل وليس جزئيا
ولا رمزيا ولا اسميا، والافتراض الثاني هو تخطيط وعزم الوالدين لنوعية محترمة في تربية الأولاد، وذلك بتغليب النوعية على الكمية، وأساس ذلك عدم الإفراط في الإنجاب وتحاشي «التزريب» في التناسل.
وصلني كليب طوله نحو 5 دقائق عن مقابلة تلفازية لطفلة عمرها 3 سنوات، ومعها والدتها على برنامج المذيعة الأمريكية المشهورة «إلين ديجينيريس». وأدرك الجمهور المبهور بهذه الطفلة بأنها موهوبة وأنها «فلتة» زمانها، وقد كانت فعلا فلتة، ولكن بمعنى وبشروط!
فالمواهب لا تأتي من فراغ ولا تنزل في نيازك من الفضاء، بل يمكن غرسها وتنشئتها ورعرعتها في «البيئة» المواتية ذات الأبوين الحانيين، ذوي التركيز على (داخل) البيت والبعيدين عن (شتات) خارجه.
تبين أن هذه الطفلة تعلمت كثيرا من الأشياء والمعلومات والثقافة العامة والخاصة، ومنها حتى جدول «العناصر الدورية» (قائمة العناصر المعدنية الكيميائية التي عرفناها في أواخر الثانوية تخصص العلوم أو في بدايات الكلية) على أنها 103 عناصر معدنية، ويشمل ذلك الجدول رمزا متفقا عليه عالميا لكل من تلك المعادن، كالپوتاسيوم والكلورين والفوسفور وغيره.
ومع هكذا معلومات، تعلمت هذه الطفلة -أيضا- اسم رئيس أمريكا الحالي وكامل أسماء الرؤساء السابقين منذ جورج واشنطن، وأسماء دول العالم وعواصمها وهلم جرا.
ما أود التركيز عليه هو: (إمكان) تعلم الطفل القراءة بعيد بدء سنه الثانية. وأن هكذا تعلم هو بالطبع غير التعليم التقليدي فلا سبورة ولا طبشورة، بل يعتمد -في هذا السن- على استغلال حاسة النظر والمشاهدة والتفاعل مع الذهن باستعمال مجموعة من البطاقات التعليمية المصممة مسبقا وتسمى «فلاش كاردز»، متقنة الإعداد، وتعتمد على حسن وجمال التصميم، وتأتي في منظومة فائقة التدرج والتسلسل والإثارة والتشويق.
وفكرة الـ»فلاش» -هنا- تشمل عملية مسك البطاقة الواحدة بعد الأخرى أمام الطفل بمواجهة عينية، ثم التعمد في إبعاد البطاقة في سرعة نوعية شبه خاطفة بأمل التقاط وتسجيل واختزان الذهن لـ»شكل» و»صورة» الكلمة (بسرعة)، ومن هنا جاء استعمال لفظة «فلاش» في اسم البطاقات «فلاش كاردز».
وهذه البطاقات تأتي مصممة بوجهين: الوجه الأول عليه «صورة» تمثل الكلمة المراد تعليمها والتدرب عليها، وبالطبع تظهر «الكلمة» على الوجه الآخر للبطاقة. فتمضي الأم وكانها تلعب مع طفلها في لعبة كأنها (استغماية)، تظهر الكلمة وتغيبها، وتتعاقب البطاقات في الظهور أمام ناظري الطفل وذهنه.
والفكرة تعتمد على إمكان إدراك واستيعاب الكلمة (برمتها)، ودون الحاجة إلى تجزئتها لحروف.
وفكرة الربط هذه بين (الكلمة) و(صورتها) وصوت (نطق) اللفظة، تبدو متأثرة بدراسات وتجارب «التعلم الشرطي» أو «التجاوب الشرطي» للعالم الروسي پاڤلوڤ: عن مدى تأثر حدث ما مشروطا (مرتبطا) بشيء آخر، أو حدوث أمر ما متأثرا ومرتبطا بحدث آخر مصاحب.
ففي حالة عملية تعلم الطفل قراءة الكلمات يتم التدريب على رؤية شكل (الكلمة) و(الصورة) الممثلة لها ومعها نطق الكلمة الواحدة. فحين تقلب البطاقة يرى الكلمة الممثلة للصورة: «يد»، «قط»، إلخ، فيحفظ الطفل ويدرك بأن هذه الكلمة تمثل تلك الصورة.
وفيما بعد، ومع قدر من تدريب الطفل، فإنه سيتمكن من قراءة (كلمة) «يد»، «قط» بدون الاستمرار في الحاجة إلى الاستعانة برؤية (صورة) كل منهما!
وبتوارد وتنامي دور الأم، يمكنها أن تعد هي عددا من الكلمات في مقاسات متزايدة، فتبدأ بالحجم الكبير للكلمات على البطاقات الكبرى، ثم تتدرج في تصغير حروف كلمات البطاقات الأصغر، فتقترب من الحجم «العادي» من الكلمات.
ولذا يؤمل توفير الموارد وتوارد الفرص وتوفير الوقت والجهد للتعليم المبكر للطفل لتشكيله وتكوينه وتنشئته بصفة (نوعية)، بما في ذلك بدء تعليمه، فتعلمه «القراءة منذ السن الثانية»!
ولا رمزيا ولا اسميا، والافتراض الثاني هو تخطيط وعزم الوالدين لنوعية محترمة في تربية الأولاد، وذلك بتغليب النوعية على الكمية، وأساس ذلك عدم الإفراط في الإنجاب وتحاشي «التزريب» في التناسل.
وصلني كليب طوله نحو 5 دقائق عن مقابلة تلفازية لطفلة عمرها 3 سنوات، ومعها والدتها على برنامج المذيعة الأمريكية المشهورة «إلين ديجينيريس». وأدرك الجمهور المبهور بهذه الطفلة بأنها موهوبة وأنها «فلتة» زمانها، وقد كانت فعلا فلتة، ولكن بمعنى وبشروط!
فالمواهب لا تأتي من فراغ ولا تنزل في نيازك من الفضاء، بل يمكن غرسها وتنشئتها ورعرعتها في «البيئة» المواتية ذات الأبوين الحانيين، ذوي التركيز على (داخل) البيت والبعيدين عن (شتات) خارجه.
تبين أن هذه الطفلة تعلمت كثيرا من الأشياء والمعلومات والثقافة العامة والخاصة، ومنها حتى جدول «العناصر الدورية» (قائمة العناصر المعدنية الكيميائية التي عرفناها في أواخر الثانوية تخصص العلوم أو في بدايات الكلية) على أنها 103 عناصر معدنية، ويشمل ذلك الجدول رمزا متفقا عليه عالميا لكل من تلك المعادن، كالپوتاسيوم والكلورين والفوسفور وغيره.
ومع هكذا معلومات، تعلمت هذه الطفلة -أيضا- اسم رئيس أمريكا الحالي وكامل أسماء الرؤساء السابقين منذ جورج واشنطن، وأسماء دول العالم وعواصمها وهلم جرا.
ما أود التركيز عليه هو: (إمكان) تعلم الطفل القراءة بعيد بدء سنه الثانية. وأن هكذا تعلم هو بالطبع غير التعليم التقليدي فلا سبورة ولا طبشورة، بل يعتمد -في هذا السن- على استغلال حاسة النظر والمشاهدة والتفاعل مع الذهن باستعمال مجموعة من البطاقات التعليمية المصممة مسبقا وتسمى «فلاش كاردز»، متقنة الإعداد، وتعتمد على حسن وجمال التصميم، وتأتي في منظومة فائقة التدرج والتسلسل والإثارة والتشويق.
وفكرة الـ»فلاش» -هنا- تشمل عملية مسك البطاقة الواحدة بعد الأخرى أمام الطفل بمواجهة عينية، ثم التعمد في إبعاد البطاقة في سرعة نوعية شبه خاطفة بأمل التقاط وتسجيل واختزان الذهن لـ»شكل» و»صورة» الكلمة (بسرعة)، ومن هنا جاء استعمال لفظة «فلاش» في اسم البطاقات «فلاش كاردز».
وهذه البطاقات تأتي مصممة بوجهين: الوجه الأول عليه «صورة» تمثل الكلمة المراد تعليمها والتدرب عليها، وبالطبع تظهر «الكلمة» على الوجه الآخر للبطاقة. فتمضي الأم وكانها تلعب مع طفلها في لعبة كأنها (استغماية)، تظهر الكلمة وتغيبها، وتتعاقب البطاقات في الظهور أمام ناظري الطفل وذهنه.
والفكرة تعتمد على إمكان إدراك واستيعاب الكلمة (برمتها)، ودون الحاجة إلى تجزئتها لحروف.
وفكرة الربط هذه بين (الكلمة) و(صورتها) وصوت (نطق) اللفظة، تبدو متأثرة بدراسات وتجارب «التعلم الشرطي» أو «التجاوب الشرطي» للعالم الروسي پاڤلوڤ: عن مدى تأثر حدث ما مشروطا (مرتبطا) بشيء آخر، أو حدوث أمر ما متأثرا ومرتبطا بحدث آخر مصاحب.
ففي حالة عملية تعلم الطفل قراءة الكلمات يتم التدريب على رؤية شكل (الكلمة) و(الصورة) الممثلة لها ومعها نطق الكلمة الواحدة. فحين تقلب البطاقة يرى الكلمة الممثلة للصورة: «يد»، «قط»، إلخ، فيحفظ الطفل ويدرك بأن هذه الكلمة تمثل تلك الصورة.
وفيما بعد، ومع قدر من تدريب الطفل، فإنه سيتمكن من قراءة (كلمة) «يد»، «قط» بدون الاستمرار في الحاجة إلى الاستعانة برؤية (صورة) كل منهما!
وبتوارد وتنامي دور الأم، يمكنها أن تعد هي عددا من الكلمات في مقاسات متزايدة، فتبدأ بالحجم الكبير للكلمات على البطاقات الكبرى، ثم تتدرج في تصغير حروف كلمات البطاقات الأصغر، فتقترب من الحجم «العادي» من الكلمات.
ولذا يؤمل توفير الموارد وتوارد الفرص وتوفير الوقت والجهد للتعليم المبكر للطفل لتشكيله وتكوينه وتنشئته بصفة (نوعية)، بما في ذلك بدء تعليمه، فتعلمه «القراءة منذ السن الثانية»!