هل تشعر بحذائك!
تفاعل
الاحد / 26 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الاحد 6 مارس 2016 20:30
للوهلة الأولى قد يبدو سؤالا مبتذلا.. هل تشعر بحذائك؟
هنا أذكر فيلم «كاست أوي» الذي حاول أن يجسد تجربة الإنسان البدائي في طور نشأته على هذه الأرض، والطبيعة التي علّمته أن يحمي قدميه وينتعل حذاء.
فعلاقة الإنسان «بالحذاء» ابتدأت منذ الوجود الأول للإنسان على هذه الأرض، وقد ساهمت الثورة الصناعية - خلال القرون الثلاثة الماضية - في جعل تصنيع الحذاء فنا راقيا وعملا طقوسيا فريدا، فأصبح الحذاء أحد مؤشرات الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها من يحتذيه، ودلالة تنبئ عن شخصية صاحبه!
من هنا نجد - كذلك - أن علاقة الإنسان بالحذاء علاقة وجودية غريزية، فالإنسان والحذاء ارتباط حميمي متلازم.
فحريٌ بنا - كواجب وجودي - التعامل مع أحذيتنا تعاملا تراحميا، أخلاقيا، يفضي بنا إلى الإحساس الراقي بأحذيتنا، واستحضار قيمتها الوجودية وعملها العظيم، إذ يليق بنا أن نحتفي ونحتفل باقتناء حذاء جديد، وأجدر بنا أن نحسن توديع أحذيتنا التي لم تشك قط على حمل أقدامنا والسير بها؛ توديعا أنيقا، ممتنا، كتوديع الأديب الكبير علي الطنطاوي - رحمه الله - لقلمه حين غسله وكفنه وأبنه!
وحين نقف لنتأمل أحذيتنا، سنفكر في الأماكن التي ذهبنا إليها بها، والمغامرات التي فعلناها معها، والبلدان التي اقتحمناها بها، سنذهب للانترنت ونقرأ عن كل ما يتعلق بالحذاء، ونكتشف أنه كائن مقدس، سنبحث عن فيلم وثائقي يحكي عن الحذاء، سنبحث عن كتب تناولت بين أحضانها أحاديث الحذاء، ربما سنؤلف كتابا عن مغامرات أحذيتنا، وسنستحضر قيمته الوجودية في اللحظة التي نقترب إليه، ستصيبنا الرهبة تجاه أحذيتنا، ونصرخ من شدة الدهشة والذهول، حين نستحضرها ونحس بها إحساسا عميقا، لذيذا.
كواجب وجودي، أخلاقي: لنتعرف على أحذيتنا، لنتلمسها ونشعر بها، لنحدثها ونخفف عنها المتاعب التي تسببنا فيها لها، لنقيم علاقة عاطفية مع أحذيتنا، ولنشعر بالامتنان الغامر تجاهها، فـ»للأشياء حياتها الخاصة بها وما القضية سوى إيقاظ أرواحها».
هنا أذكر فيلم «كاست أوي» الذي حاول أن يجسد تجربة الإنسان البدائي في طور نشأته على هذه الأرض، والطبيعة التي علّمته أن يحمي قدميه وينتعل حذاء.
فعلاقة الإنسان «بالحذاء» ابتدأت منذ الوجود الأول للإنسان على هذه الأرض، وقد ساهمت الثورة الصناعية - خلال القرون الثلاثة الماضية - في جعل تصنيع الحذاء فنا راقيا وعملا طقوسيا فريدا، فأصبح الحذاء أحد مؤشرات الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها من يحتذيه، ودلالة تنبئ عن شخصية صاحبه!
من هنا نجد - كذلك - أن علاقة الإنسان بالحذاء علاقة وجودية غريزية، فالإنسان والحذاء ارتباط حميمي متلازم.
فحريٌ بنا - كواجب وجودي - التعامل مع أحذيتنا تعاملا تراحميا، أخلاقيا، يفضي بنا إلى الإحساس الراقي بأحذيتنا، واستحضار قيمتها الوجودية وعملها العظيم، إذ يليق بنا أن نحتفي ونحتفل باقتناء حذاء جديد، وأجدر بنا أن نحسن توديع أحذيتنا التي لم تشك قط على حمل أقدامنا والسير بها؛ توديعا أنيقا، ممتنا، كتوديع الأديب الكبير علي الطنطاوي - رحمه الله - لقلمه حين غسله وكفنه وأبنه!
وحين نقف لنتأمل أحذيتنا، سنفكر في الأماكن التي ذهبنا إليها بها، والمغامرات التي فعلناها معها، والبلدان التي اقتحمناها بها، سنذهب للانترنت ونقرأ عن كل ما يتعلق بالحذاء، ونكتشف أنه كائن مقدس، سنبحث عن فيلم وثائقي يحكي عن الحذاء، سنبحث عن كتب تناولت بين أحضانها أحاديث الحذاء، ربما سنؤلف كتابا عن مغامرات أحذيتنا، وسنستحضر قيمته الوجودية في اللحظة التي نقترب إليه، ستصيبنا الرهبة تجاه أحذيتنا، ونصرخ من شدة الدهشة والذهول، حين نستحضرها ونحس بها إحساسا عميقا، لذيذا.
كواجب وجودي، أخلاقي: لنتعرف على أحذيتنا، لنتلمسها ونشعر بها، لنحدثها ونخفف عنها المتاعب التي تسببنا فيها لها، لنقيم علاقة عاطفية مع أحذيتنا، ولنشعر بالامتنان الغامر تجاهها، فـ»للأشياء حياتها الخاصة بها وما القضية سوى إيقاظ أرواحها».