الرأي

الأصابع والشفاه وأشياء أخرى!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
قرأت في هذه الصحيفة خبرا يقول إن دراسة أعدتها باحثة سعودية خلصت إلى إثبات ملاءمة الاستناد على بصمة الشفاه في تحديد هوية الأشخاص والسمات الوراثية الجسدية للحمض النووي DNA، إذ يمكن الاستفادة منها في كشف الجرائم.

وكنت أنوي الكتابة عن الآلية الجديدة التي تنوي وزارة العدل اتباعها لمنع تسيب موظفيها، وذلك باستخدام نظام البصمة في الحضور والانصراف وربطه بالعلاوات والترقيات، ومع أني مؤمن إيمانا لا يخالطه شك أن اللجوء إلى البصمة دليل على قصور إداري وعدم قدرة على إدارة الموظفين بشكل يؤدي إلى زيادة الإنتاج، ويوجد آليات كثيرة لربط تقييم الموظف بإنتاجيته وليس بمجرد حضوره وانصرافه، ولكنها طبعا تحتاج عملا وفكرا وإدارة، وهذه أمور أصعب بكثير من شراء برنامج لمتابعة الحضور والانصراف.

ومشكلتي ليست مع الانضباط، ولكنها مع أن يتحول الولاء الوظيفي لبرنامج البصمة، فهي المدير والرئيس ولها السمع والطاعة وحين «يبصم» الموظف حضورا وانصرافا فإنه ليس لأحد أن يحاسبه على أي شيء آخر أو يطلب منه أي شيء، وقد قيل في أمثال المتأخرين «إذا حبتك عين جهاز البصمة ما ضامك المدير».

وأعرف بعض الموظفين - وفقنا الله وإياهم - يحضرون للعمل قبل أن يبدأ وينصرفون بعد أن ينتهي، وهذا هو المجهود الوحيد الذي يبذلونه ولا يفعلون أي شيء آخر منذ دخولهم مبكرين وحتى انصرافهم متأخرين، والبصمة الوحيدة التي يتركونها في حياتهم هي بصمات أصابعهم على جهاز التبصيم!

وعودة إلى الخبر في أول المقال فقد يكون استخدام بصمات الشفاه هو الأنسب لضبط حضور الموظفين، سيكون جميلا وحميميا أن يبدأ الموظف صباحه بتقبيل «ذا الجدار وذا الجدارا» في مكان عمله كدليل على المحبة والإخلاص والتفاني.

وعلى أي حال.. أتمنى أن يتوقف الباحثون عن اكتشاف بصمات أشياء أخرى في جسد الإنسان، من الصعب تخيل الموظفين وهم «يمارسون» التبصيم ببعض الأعضاء صباح كل يوم!

algarni.a@makkahnp.com