الرأي

الأندية السعودية في حراج (ابن قاسم)!

بعد النسيان

في كأس العالم (1994) عرف السعوديون لأول مرة أن كرة القدم تدار باحترافية إدارية ومالية عريقة! فيما كنّا نلعب بمجموعة من الهواة ـ (الدشير) في نظر المجتمع ـ بخطة (تكفون يا عيال الديرة) للفنان (سلامة العبدالله)، ونحقق الفوز بفضل دعوات عجائزنا الطيُّوبات، اللائي يئسن من التكريم حتى ولو بطريقة (أبله نويّر يا عيوني)! وبدل أن نطبق أنظمة الاحتراف المعروفة في العالم منذ أكثر من قرن، جئنا بنظام بيروقراطي بائس، يوظف اللاعبين بمكافآت مقطوعة أتاحت للإدارات ابتزازهم بها، حتى إن بعض رؤساء الأندية ـ حسب وكالة يقولون ـ كان يرسل كشف اللاعبين المحترفين (المسيَّر) لرعاية الشباب بضعف ما يسلمه فعلاً لهم! واللاعب الذي تسوِّل له نفسه أن يعترض؛ يشطبه الرئيس من كشف المحترفين ويعيده (هاوياً)، ويأمر المدرب بركنه على دكة الاحتياط؛ حتى يلعن اليوم الذي أصبح فيه لاعباً سعودياً! وقد أدى هذا النظام إلى تدهور مستوى كرة القدم، من الأربعات (1998) إلى الثمانيات (2002)، إلى عدم التأهل نهائياً منذ (2006)! ولهذا أعلن الأمير (عبدالله بن مساعد) ـ قبل أن يصبح الرئيس العام لرعاية الشباب ـ أن الحل الوحيد هو خصخصة الأندية، وظل منذ (2012) يقدم الدراسة تلو الدراسة لإقناع المسؤولين والمهتمين! وقد صرح أكثر من مرة بأن الخصخصة قادمة خلال (3) أشهر، ثم خلال (18) شهراً، وأخيراً خلال (24) شهراً! ومن يعرف عقلية الأمير العملية الاستثمارية؛ يقسم أن لو كان القرار بيده لنفذ رؤيته من أول يوم! ولكن الفساد الإداري المستفيد من الوضع المتردي، لا يمكن أن يسمح له بقطع (الديود) التي يرضعها علناً؛ فكم من رئيس نادٍ أو عضو شرف يهايط بأنه دفع مئات الملايين لناديه، ثم تفاجأ الرئاسة بأن النادي يرزح تحت ديون متراكمة مزمنة، قد يغلق النادي بسببها لو طبقنا نظام الاحتراف الحقيقي! وما يزال أمامنا عامان من التدهور المستمر، ولن تجد الأندية السعودية بعدها سوقاً تقدِّرها حتى حراج (ابن قاسم)!! فلماذا لا نسمح للأندية العالمية بفتح فروع لها (فيذا)؛ أسوة بالشركات والماركات الشهيرة؟ ليصبح الدوري السعودي نسخة عالمية أصلية، غير (صينية)، و... بلا زعيم، بلا عميد، بلا راقٍ، بلا متصدر لا تكلمني!! so7aimi.m@makkahnp.com