معرفة

زولي: الترف البلاغي يفسد القصيدة

u0625u0628u0631u0627u0647u064au0645 u0632u0648u0644u064a
بعد عشرين عاما منذ إصدار ديوانه الأول «الهروب باتجاه الأرض» يعود الشاعر إبراهيم زولي بـ»مخرج للطوارئ»، واصفا نصه بالابن البار لبيئته وواقعه، يضرب بجذوره عميقا في هذه الأرض، ويحرص على ألا تتقاذفه الرياح أو تضيع منه بوصلة.

زولي يرى أن القصيدة الجديدة تخلّتْ عن الترف والتبذير المفرط في البلاغة المفسدة للقصيدة، لتتجه حثيثا نحو الاقتصاد في اللغة، وتتخلّى تماما عن كل ما يرحل بالنص بعيدا عن شاعريته، وهذا ما تفعله المبالغة في الاستعارات، فهي تنحرف بالنص عن سبيله الأجمل، وبالتالي يقول شيئا مغايرا عما يودّ أن يقوله منتج النص.

ويسمي زولي هذه الحالة بضبابية المعنى في مخيلة كاتبه، ما يؤدي بالضرورة إلى إشكالية في التعبير، فيضلل المتلقي، ويضيعه في متاهات ليس من بينها الإبداع.

معادل رمزي

ويعد زولي النصوص معادلا رمزيا الشتات الذي يحياه الكاتب. ويقول «الفرح استثنائي، وما يسود هو الحزن الذي يمتدّ حتى أقاصي الوجع. كيف لا ونحن نفتقد إلى الصور المبهجة في حياتنا اليومية».

وأكد على أن «الشاعر لا يمكنه أن يدّعي بطولة أو يمارس تزييفا للوعي، فلم يعد هو صوت قبيلته أو ضمير أمته. والشاعر الحاوي أو المتنبي لم يعد موجودا، بل بات صوت ذاته، وصدى روحه المكللة بالمراثي».

المنعطفات في الشعر

ويستبعد زولي تأثر الشعر بثورات الربيع العربي، لأن الشعر في رأيه لا يمكن أن يطاله التغيير في فترات قصيرة، ولا يمكنه استيعاب التغيرات والمنعطفات الدقيقة في حياة الأمم خلال مدد وجيزة، إذا ما استثنينا من ذلك الشعراء الذين يكتبون نصوصهم استجداء للتصفيق، وهؤلاء لا يمكن لنصوصهم أن تصمد أمام تغيرات المراحل.