الشمعدنجي وظيفة خاصة لإنارة الحرم
الجمعة / 24 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:45 - الجمعة 4 مارس 2016 20:45
مما ينسب للخليفة الراشد عمر بن الخطاب أنه أول من أضاء الحرم ورتب له السرج.
وكان معاوية بن أبي سفيان يخصص أموالا من بيت مال المسلمين لشراء قناديل وزيت لإضاءة الحرم.
وذكر أبوالوليد الأزرقي في كتابه أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار أن عقبة بن الأزرق بن عمرو كانت داره ملاصقة للمسجد الحرام من ناحية وجه الكعبة، فكان يضع على جدار داره مصباحا كبيرا يستضاء به.
ثم وضع أمير مكة خالد القسري مصباحا مقابل الحجر الأسود.
وتوالت الجهود من قبل السلاطين والحكام المسلمين لإضاءة المسجد الحرام، ومن ذلك أن الخليفة المعتصم بالله أرسل عشرة أعمدة من النحاس الأصفر، فيها «نفاطات» أي مشاعل تعمل بالزيت تحصل عليها من قصر بابك الخرمي بعد أن انتصر عليه فحملت من بلاد فارس ووضعت في المطاف، وكان لها موظف مخصوص يعرف بالوقاد.
ووصف ابن جبير في رحلته إضاءة المسجد الحرام في رمضان فقال «كثر الشمع والمشاعل وغير ذلك من الآلات حتى تلألأ الحرم نورا وسطع ضياء، ونصبت أمام الكعبة شمعتان فيهما قنطار وحفت بهما شمع دونهما صغارا وكبارا، فجاءت تروق حسنا وترمي الأبصار نورا».
وفي العصر المملوكي أنشئت حول دائرة المطاف أعمدة بعضها من الرخام المنحوت وبعضها من الجص المنقوش ومدت بينها أخشاب كانت تعلق فيها القناديل والمشكاوات.
وأزيلت في عهد السلطان سليمان القانوني ومع بداية الحكم العثماني لمكة الأعمدة الحجرية سنة 932هـ، ووضعت مكانها أعمدة من الحديد رمحية الرأس، لها قاعدة مبنية من الحجر ومدت بينها قطع من الأخشاب كانت تعلق عليها القناديل.
كما مدت بين أعمدة الأروقة قطع من الخشب أو الحديد كانت تعلق عليها قناديل أخرى لإضاءة داخل الأروقة وحاشية المطاف.
وألهمت قناديل الحرم بسطوعها وجمالها الشاعر المكي إبراهيم المهتار «ت1040هـ» فقال:
تراءت قناديل المطاف لناظري
عن البعد والظلماء ذات تناهي
كدائرة من خالص التبر وسطها
فتيت مسك وهي بيت إلهي
ويقدر عدد القناديل في الغالب بين 400 -500 قنديل تملأ بزيت الزيتون لكي تكون أكثر صفاء وتوهجا وتضاء في الليل بشكل يومي، مع تخفيض القناديل المشتعلة بعد صلاة العشاء، كما تخفض أعدادها في الليالي المقمرة، وكان لها موظفون مخصوصون، يعرف أحدهم بالقناديلي، كانت مهمته إضافة إلى صيانتها وتنظيفها من آثار اللهب تجديد التالف منها وإيقادها من غروب الشمس وبعد أن تشتد الظلمة إلى قبل الشروق حيث تطفأ، ومنهم قناديليون مهرة حتى إن الفاسي يذكر في كتابه العقد الثمين أن أحد هؤلاء كان يضع الزيت بقدر، فيطفأ تلقائيا قبل شروق الشمس، دون الحاجة إلى من يطفئه.
كما استخدمت الشموع في إضاءة الحرم، خاصة على حجر إسماعيل وعلى المقامات الأربعة، وكانت تحمل الشموع الكبار التي يقدر وزنها بالقناطير من مصر والشام فتوضع في صحن المطاف وتحفظ عند الشروق في القبة الشهيرة بقبة الشمع حتى لا تتلف بالحرارة وكان الموظف المكلف بها يسمى الشمعدنجي.
وكان كثير من ذوي الثراء يهدون إلى الكعبة قناديل أو مشكاوات أو شموع، ومن ذلك أن زوجة الخديوي عباس عند حجها سنة 1279هـ، أهدت شمعدانين كبيرين للكعبة، في كل شمعدان شعبتان للشمع توضعان بجانب باب الكعبة، كما أرسلت بأربعة فوانيس كبار في كل فانوس أربعة شموع وتعلق على المقامات الأربعة.
وفي سنة 1289هـ، أرسلت والدة السلطان عبدالمجيد العثماني أربعة شمعدانات كبار ثبتت بجوار المقامات الأربعة لكل مقام واحدة.
وبدأت الشموع والقناديل والمشكاوات تفقد مكانتها وتتراجع أمام سطوة الكهرباء بداية 1340هـ حتى اختفت تماما.
makkawi@makkahnp.com
وكان معاوية بن أبي سفيان يخصص أموالا من بيت مال المسلمين لشراء قناديل وزيت لإضاءة الحرم.
وذكر أبوالوليد الأزرقي في كتابه أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار أن عقبة بن الأزرق بن عمرو كانت داره ملاصقة للمسجد الحرام من ناحية وجه الكعبة، فكان يضع على جدار داره مصباحا كبيرا يستضاء به.
ثم وضع أمير مكة خالد القسري مصباحا مقابل الحجر الأسود.
وتوالت الجهود من قبل السلاطين والحكام المسلمين لإضاءة المسجد الحرام، ومن ذلك أن الخليفة المعتصم بالله أرسل عشرة أعمدة من النحاس الأصفر، فيها «نفاطات» أي مشاعل تعمل بالزيت تحصل عليها من قصر بابك الخرمي بعد أن انتصر عليه فحملت من بلاد فارس ووضعت في المطاف، وكان لها موظف مخصوص يعرف بالوقاد.
ووصف ابن جبير في رحلته إضاءة المسجد الحرام في رمضان فقال «كثر الشمع والمشاعل وغير ذلك من الآلات حتى تلألأ الحرم نورا وسطع ضياء، ونصبت أمام الكعبة شمعتان فيهما قنطار وحفت بهما شمع دونهما صغارا وكبارا، فجاءت تروق حسنا وترمي الأبصار نورا».
وفي العصر المملوكي أنشئت حول دائرة المطاف أعمدة بعضها من الرخام المنحوت وبعضها من الجص المنقوش ومدت بينها أخشاب كانت تعلق فيها القناديل والمشكاوات.
وأزيلت في عهد السلطان سليمان القانوني ومع بداية الحكم العثماني لمكة الأعمدة الحجرية سنة 932هـ، ووضعت مكانها أعمدة من الحديد رمحية الرأس، لها قاعدة مبنية من الحجر ومدت بينها قطع من الأخشاب كانت تعلق عليها القناديل.
كما مدت بين أعمدة الأروقة قطع من الخشب أو الحديد كانت تعلق عليها قناديل أخرى لإضاءة داخل الأروقة وحاشية المطاف.
وألهمت قناديل الحرم بسطوعها وجمالها الشاعر المكي إبراهيم المهتار «ت1040هـ» فقال:
تراءت قناديل المطاف لناظري
عن البعد والظلماء ذات تناهي
كدائرة من خالص التبر وسطها
فتيت مسك وهي بيت إلهي
ويقدر عدد القناديل في الغالب بين 400 -500 قنديل تملأ بزيت الزيتون لكي تكون أكثر صفاء وتوهجا وتضاء في الليل بشكل يومي، مع تخفيض القناديل المشتعلة بعد صلاة العشاء، كما تخفض أعدادها في الليالي المقمرة، وكان لها موظفون مخصوصون، يعرف أحدهم بالقناديلي، كانت مهمته إضافة إلى صيانتها وتنظيفها من آثار اللهب تجديد التالف منها وإيقادها من غروب الشمس وبعد أن تشتد الظلمة إلى قبل الشروق حيث تطفأ، ومنهم قناديليون مهرة حتى إن الفاسي يذكر في كتابه العقد الثمين أن أحد هؤلاء كان يضع الزيت بقدر، فيطفأ تلقائيا قبل شروق الشمس، دون الحاجة إلى من يطفئه.
كما استخدمت الشموع في إضاءة الحرم، خاصة على حجر إسماعيل وعلى المقامات الأربعة، وكانت تحمل الشموع الكبار التي يقدر وزنها بالقناطير من مصر والشام فتوضع في صحن المطاف وتحفظ عند الشروق في القبة الشهيرة بقبة الشمع حتى لا تتلف بالحرارة وكان الموظف المكلف بها يسمى الشمعدنجي.
وكان كثير من ذوي الثراء يهدون إلى الكعبة قناديل أو مشكاوات أو شموع، ومن ذلك أن زوجة الخديوي عباس عند حجها سنة 1279هـ، أهدت شمعدانين كبيرين للكعبة، في كل شمعدان شعبتان للشمع توضعان بجانب باب الكعبة، كما أرسلت بأربعة فوانيس كبار في كل فانوس أربعة شموع وتعلق على المقامات الأربعة.
وفي سنة 1289هـ، أرسلت والدة السلطان عبدالمجيد العثماني أربعة شمعدانات كبار ثبتت بجوار المقامات الأربعة لكل مقام واحدة.
وبدأت الشموع والقناديل والمشكاوات تفقد مكانتها وتتراجع أمام سطوة الكهرباء بداية 1340هـ حتى اختفت تماما.
makkawi@makkahnp.com