الرأي

مذكرة الأسبوع!

فهيد العديم
أظهر التقرير السنوي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الوزارة تنفق نحو 84.5 مليون ريال سنويا لإيجار مكاتبها الخارجية التي يعمل بها نحو 120 موظفا جرى إيفادهم للعمل كدعاة ومرشدين وإداريين.

أتفهم – بتسامح كبير – وجود مكاتب للوزارة في بعض الدول الأفريقية والآسيوية لحاجة المسلمين هناك للدعاة والمرشدين، لكن الغريب وجود مكاتب في دول خليجية كقطر والإمارات التي يوجد بها وزارات متخصصة تشرف على الدعاة والمساجد، والأغرب أن مكتب الوزارة في أستراليا وحدها إيجاره السنوي 60.5 مليون ريال سعودي!

الاعتراض ليس على الهدف الذي لا شك أنه سام ونبيل، لكن على الطريقة، ففي هذا العصر الرقمي أنت لست بحاجة للذهاب إلى الأشخاص (خاصة بدول مثل أستراليا)، فالجاليات الإسلامية هناك تمارس عباداتها بكل أريحية، وغير المسلمين هناك ليسوا بدائيين في أدغال لتذهب إليهم وتحاول أن توضح لهم الدين الإسلامي، كل ذلك يمكن القيام به من مكاتب الوزارة بالرياض من خلال نعمة الانترنت!

****

ما زال بعض الإعلاميين العرب يمارسون الابتزاز مستغلين طيبتنا وسماحتنا، فعندما نفتح قلوبنا وبيوتنا لبعض الأشقاء العرب، أو ندعوهم لمهرجاناتنا ومعارضنا، فإننا نقوم بذلك باعتباره واجبا، لكن الرسالة تُفهم دائما بشكل خاطئ، ويُعتقد أن الدعوة لأنه عالم استثنائي، -فمثلا – الإعلامي محمد الهاشمي الذي أعلن - بكل صفاقة – أن دعم السعودية لبعض القنوات الفضائية سيجعلها غير مؤهلة لرعاية الحرمين – حسب قوله – هي ذاتها القنوات التي امتدحها وقال عنها من قبل (..تمثل انفتاح السعودية على العالم.. رؤية عصرية مختلفة)، ولمعرفة التحول السريع في توجهاته يمكن ذلك من خلال عودة سريعة لتغريدة له إذ يقول: (رغم تجاهل واس والعربية والجنادرية ومعرض الكتاب أحب السعودية)، أي أن الدافع ينبع من المقولة الصبيانية (لعّبوني ولّا أخرب!)، ولا أكثر وقاحة منه سوى زميل عربي آخر أصبح يتحدث عن الداخل السعودي أكثر مما يتحدث عن وطنه، ودأب على الوقوف مع تيار سعودي ضد التيار الآخر، وعندما شعر بأن له بعض القبول تساءل: (تدفع إيران رواتب لبعض الإعلاميين الذين يتبنون توجهها، فلماذا لا تدفع السعودية لمن يقفون معها، رغم أن من يقف مع إيران يدافع عن باطل...؟).

ونحن نقول لهم: نعرفكم جيدا، لكننا نتعامل معكم بأخلاقنا وليس بأخلاقكم!

****

سيبدأ معرض الكتاب وسيجتمع نفس الأشخاص الذين يأتون كل عام بدعوات رسمية، وهم امتداد لفكر (لعبّوني ولّا أخرب)، فهم يعتقدون أن دعوتهم حق لهم على منظمي المعرض، كي يكتبوا بزواياهم البائسة في الصحف عن نجاح المعرض عندما تتم دعوتهم، وسينتقدون في حال عدم دعوتهم، رغم أنهم في حالة الحضور والغياب لن يروا شيئا!، فليت الدعوات تقتصر على الباحثين الجادين وطلبة الجامعات، أما «الديناصورات» فعدم دعوتهم أجدر، فلعلهم يغضبون وينتقدون القصور (إن وجد)، رغم يقيني أن النقد لن يقدر عليه من أفنى عمره بكتابة اليوميات واستغلال الكتابة الصحفية بممارسة العلاقات العامة بطريقة بدائية!