الرأي

سيناريو أبله نويّر في التكريم!!

بعد النسيان

ما زال آية الله العظمى السيد/ عثمان العمير -صاحب ثاني (إيلاف) في التاريخ بعد إيلاف قريش- ممنونا بكل ثروته لتلك (الشرهة) ذات الستة أصفار يمينية؛ التي نفحه إياها الملك فهد -رحمه الله- كما حكى لأجمل الراحلين (سعود الدوسري) في برنامج (نقطة تحول 2010) في قناة الـ(mbc)! وأورد الإعلامي الدقيق العميق/ أحمد عدنان، في كتابه (السجين 32) الذي يوثِّق مسيرة الجبل المكي الضخم (محمد سعيد طيب)، صورة شيك بمبلغ (5) ملايين ريال للرمز الفخم (عبدالله عبدالجبار)، لم يصرفه لأنه لم يعد بحاجته بعد رحيل العمر؛ كما قال (طيب) نفسه في برنامج (قريب جداً) في قناة (الحرة 2010)؛ أما ما نجزم به فإنه كان - ككل المثقفين- لا يعرف أين يصرف الشيك: في بنوك (مرتاع البال) السعودية أم في مشروع (فطن)؟ ومتى: بعد تحقيق حلم (الإسكان قريبا) أم بعد عودة السينما ووجود المسرح؟

ولهذا لم يكتف الملك فهد بالتكريم المادي؛ فأُطلق في عهده اسم (عبدالله عبدالجبار) على شارع كبير يصب - عند السيل طبعا- في كورنيش بحر الغرام الأحمر بجدة غير!!

والملك فهد هو أيضا صاحب منح الأكاديميين الشهيرة منتصف التسعينات الميلادية، وكانت آخر سنن التكريم الملكية السامية!!

أما الجهات البيروقراطية المختلفة فقد اختارت سنة (أبله نويّر ياعيوني) في تكريم منسوبيها أحياء وأمواتا!

وقد ذكرنا تلك السنة الطيوبة كثيرا، ولكن لا مانع من إعادتها كل يوم؛ وسبب التكرار هو تكرار السبب! تقول السالفة - وركزوا جيدا فلن نعيد الكلام - إن معلمة (أولى/ مطبخ) تظل تحفِّزُ بناتها بوعد المتفوقات منهن -فقط- بجوائز قيمة جدا! فيلتهب خيال الصغيرات حماسة؛ فهذه تتوقع (آيباد) من وزارة الصحة! وتلك تتوقع (آي فون إس إس بلص)! وثالثة تمني نفسها بقطَّةٍ شيرازية رمادية اللون زرقاء العينين! وأخرى تريد كلبا (هَسْكِي)! تزوجي - تمازحها أبله نويّر - وتحصلين مثلي على حمار!

وفي نهاية العام تجد نفسها مضطرة لمكافأة كل الصغيرات: هذه لتفوقها، وتلك لأخلاقها، والأخرى اتقاء للسان أمها السليط! وغير المتفوقة ولا الخلوقة، وأمها (أجودية)؛ فلكيلا ينكسر خاطرها يا حرااام! والتكريم في النهاية لفتة رمزية ليس إلا!!