الرأي

«مخططات جليدية» للبيع!

يصير خير

محمد حدادي
احمد ربك أن بيئتنا ليست بنفس تطرف «صقيع القطبين»!

الحمد لله يا صاحب السعادة؛ وإلا لكانت أزمة الأراضي أكثر تعقيدا! وخذ عندك – بالسالب طبعا لبيئة تقل درجات حرارتها عن الصفر- مثالا: يكتشف «المشترون» تعرضهم لعملية احتيال! فالمتنفذ الذي باعهم «مخطط الجليد» – كقطع أراض - «خمّهم» و«فرّق»! وهم اشتروا – وعلى الله - بدافع الحاجة إنما مطمئنين! كون أوراق بيع «المخطط الجليدي» سليمة؛ ومصدّقة من الجهات «ذات العلاقة» بما فيها هيئة حماية البطاريق والدببة القطبية؛ ووزارة التزحلق على كثبان الجليد!

وشركة «ذات السلكين القطبية» التي نصحتهم باستخدام أجهزة ترشيد الطاقة أثناء تركيب عداداتها «عالية الفولط»! بل إن تحليل «عينات الجليد» - المأخوذة بديلا عن التربة - أثبتت سماكتها مناسبتها للبناء رغم ارتفاع نسبة الأملاح فيها!

وبالفعل باشر «الملاك الجدد» بناء «كوخ العمر»! ولوهلة شعروا بأن الدنيا ابتسمت لهم أخيرا فانتقلوا من خانة ذوي «الدخل المحدود» إلى أصحاب «الحظ الممدود»! إنما سرعان ما طوّقتهم «الكارثة»؛ فالمخطط الذي بنوا عليه يقع على أنهار جليدية هشة! وما سرّع ذوبانها ظاهرة التغير المناخي وارتفاع سخونة العالم! جرفتهم المياه؛ فيما كانت «أكواخهم» تطفو على «سطح الماء» بـ»عفوشها»؛ بجانب «مواشيهم» من «الرنّة» التي افترستها «عجول البحر» فورا!

وماذا حدث بعدئذٍ؟!

شكلت لجان وهيئات لكشف ومحاسبة من «باعوا الوهم»! وبسبب التغير المناخي ذاته كأن القضية لحقت – حبرا وأوراقا - بأصحابها الغارقين!

وهل ستنتهي القصة هنا؟!

ربما تمّ إخراج «فيلم كارثي» شبيه بالـ«تايتانيك» إنما بفروقات بسيطة؛ ففيما تحكي رحلة الباخرة المنكوبة عاطفة «حبّ خيالية» خففت وقع المأساة على المتفرجين؛ فإن أبطال نكبة المخطط الجليدي «هوامير حقيقيون» جمعتهم عاطفة «الطمع»! وفيما عرف «المشاهدون» سبب غرق سفينة «التايتانك» فإن مشاهدي «قصّتنا» لم يتمكنوا حتى اللحظة من معرفة المتسببين في الكارثة! ومن يدري فربما يكون للفيلم جزء ثان وثالث ورابع! وهل «قراصنتنا» أقلّ شأنا من «قراصنة الكاريبي» بأجزائه الخمسة؟!