العالم

غضب في قواعد حزب الله وحلفاء المقاومة في مرمى العرب

عزت مصادر دبلوماسية في بيروت ما سمته بـ»التململ» في قواعد حزب الله اللبناني الشعبية، بسبب خروج الحزب وقيادته عن السياق العربي وخلق حالة عدائية مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت المصادر إن الضغوط على حزب الله وحلفائه -في إشارة إلى التيار الوطني الحر- ستسهم في وضع الحزب في حالة حرجة للتراجع عن خطواته المتسرعة ومعاداة دول الخليج التي يعمل على أراضيها مئات الآلاف من اللبنانيين.

وعن الحلفاء تشير المصادر إلى أنهم سيكونون في مرمى الدول الخليجية والعربية بعد وضع الحزب وأركانه على قوائم الإرهاب.

ويعتبر جزء كبير من الشارع اللبناني، بما في ذلك شريحة كبيرة من «الشيعة» في لبنان أن حزب الله يعمل على الإسهام في توريط أكبر قدر من اللبنانيين العاملين في الخارج، مما قد يقود إلى تكدسهم في حال اتخذت دول الخليج قرارات بترحيلهم.

وحول خطوات الحكومة اللبنانية في أعقاب نأي وفد لبنان في اجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس، قالت المصادر إنه لا مناص للحكومة اللبنانية إلا السير على هذه الخطى، وإلا ستكون مهددة بالإسقاط من قبل حزب الله وحركة أمل ومن يجري في فلك تلك التيارات.

وفسرت المصادر كيفية إسقاط الحكومة فيما لو تصادمت مع الحزب، وقالت «من السهل جدا إسقاط حكومة تمام سلام، بمجرد سحب وزراء حزب الله وحركة أمل واستقالتهم منها، هذا الأمر سيؤدي إلى إسقاطها، وبالتالي قيادة البلاد إلى مزيد من الفوضى».

وللحزب وزيران في الحكومة اللبنانية الحالية في ظل استمرار الفراغ الرئاسي جراء تعنت الحزب الذي عرقل انتخاب الرئيس في 36 جلسة في البرلمان اللبناني.

كيف خدع السيد العالم العربي؟

لم تستمر فصول خداع الرأي العام العربي الذي انتهجه حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله بعد أن أوهم مؤيديه ومناهضيه بأن الحرب ضد إسرائيل لا نهاية لها إلا بتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتبخرت المعادلة التي أسس حزب الله من أجلها، بعد أن حول بندقية ما يسمى وسوق له على مدى سنوات مضت بـ»المقاومة والممانعة»، لصدور الشعب السوري.

نصر الله الذي سعى جاهدا التسويق لما يصفه بالاعتداء على الشعب اليمني بعد أن واجهت الرياض خطر تعاظم جماعة الحوثي في اليمن، منح نفسه حق ما يعتبره دفاعا عن لبنان، حين زج بمقاتليه في الأزمة السورية، دفاعا عن نظام الأسد، وسلب حق السعودية في الدفاع عن نفسها بمواجهة ذلك الخطر المتنامي من الجماعة التخريبية، المتحالفة مع المخلوع علي عبدالله صالح.

واعتبر وزير العدل المستقيل أشرف ريفي في حديث هاتفي معه لـ»مكة»، أن نصر الله تمكن من خداع العالم العربي والإسلامي، حين حول بندقيته من مواجهة إسرائيل إلى الدفاع عن نظام الأسد ومن ثم ارتد على اللبنانيين واستمر حتى بلغ مرحلة معاداة العالم العربي بأسره.

وقال نصر الله حينها «أشرف ما عملته في حياتي، الخطاب الذي تلا قيام عاصفة الحزم»، ويعتبر ريفي أن «هذه القشة التي قصمت ظهر البعير وأسقطت قناع نصر الله بعد كل هذه السنين من الخداع وترويج الدفاع عن الأراضي الفلسطينية».