الرأي

ابتذال السناب شات للعلم!

تفاعل

السناب شات تطبيق ترفيهي يعرض فيه الناس فيديوهات قصيرة عن جوانب شخصية في حياتهم، لكن بدأ البعض يتعامل معه كمنصة تعليمية، أين الخطأ؟

العلم كما قال المحدث الشهير يحيى بن أبي كثير «لا يستطاع العلم براحة الجسد»، رفع الجهل واكتساب العلم يستوجب جهدا، لأن الأصل أن الإنسان جاهل.

على مدار تاريخ البشرية، كانت الشريحة التي تنصرف للعلم قليلة، وما نشاهده اليوم من ذهاب الطلاب للمدارس والجامعات هو من أجل الحصول على الوظيفة! تتطلب الوظائف في الوقت الحالي تعليما وحصولا على شهادات.

هذه حقيقة مرة، معظم الناس غير راغبين في التعلم، بدلا من ابتذال العلم وعرضه بطريقة مشوهة في حسابات توتير وسناب شات من أجل تعليم الناس، الأفضل أن يحافظ على هيبة العلم!

إذا شاهد شاب فيديوهات معرفية بالسناب شات عن الفروقات بين الأديان أو ملاحظات على القانون الإنجلوساكسوني وهو ينتظر الإشارة لتكون حمراء، لا نتوقع منه فهما سليما للمادة المعرفية.

الفهم الخاطئ للمادة المعرفية لا يرفع الجهل وإنما يشوه المركب العقلي والعلمي للمتلقي، لأن المتلقي سيكون غير مستعد أن يعترف بجهله ولا هو قادر على تصور المسائل العلمية التي شاهدها بشكل جيد.

حالة التخبط المعرفي والعقلي التي نشاهدها في حوارات توتير ومجالسنا الخاصة، نتيجة أن معظم الناس لم يسلك الطريق الصحيح للحصول على المعرفة.

المعرفة موجودة في بطون الكتب والمواد المرئية والمسموعة التي أعدها مختصون واستهلكت منهم جهدا كبيرا لإعدادها. وهي بطبيعة الحال غير جذابة وتتطلب تركيزا وتستغرق أوقاتا لفهمها.

أليس عجيبا أن المختصين في العلوم لا يستعملون هذه الطرق الجديدة؟ ونجد من يستعملها ويشتهر بسببها غير معروف عند المختصين في المجال المعرفي الذي اشتهر فيه؟

من الخطأ الخلط بين مجال الترفيه ومجال العلم من أجل الحصول على متابعين كثر!