الرأي

نسائيات الجمعة!!

بعد النسيان

اعتاد (الطابع بأمر الله) أن يعبر عن ألمه لرحيل عزيزٍ ما بالصمت (3) أسطر في المقالة التالية! ولم يكن في هذه البدعة مسبوقا، ولا ملحوقاً حتى الآن!! وقد فعلها لأول مرة في (الوطن)، ربيع (2008) حين فوجئ باستقالة مدير مؤسسة عسير ـ آنذاك ـ الأستاذ/ لؤي مطبقاني، مدير مؤسسة مكة حالياً، ولولاه ما كانت (بعد النسيان)!

ثم فعلها للمرة الثانية (2014) في وداع الزميل الكولومبي النوبلي/ جابرييل غارسيا ماركيز، أما في وداع الزميل الحبيب/ محمد علي البريدي، فلا يستطيع الصمت (3) أسطر بحالها؛ لأن المساحة هنا (مُش بعزأة)، على رأي الزميل/ الشعب المصراوي كله! ونكتفي بـ(3) نقاط من باب الميانة على المبدع الذي مرَّ بنا سريعاً، طيفاً أبيض من القطن؛ (زي الدنيا ما تيجي في سانية وتمشي في سانية)؛ كما يقول العندليب في اللحن الوهابي المذهل! وتأكدوا أنه لن يقطع صمتنا إلا قهقهة البريدي نفسه، كما قلنا (2001) في رثاء ابن العم الشاعر (نمر منور السحيمي) باللغة المحكية الأفصح:

تضحك علينا من ورا الغيب يا خُوكْ * وحِنَّا نْتجرِّع حنظلٍ باسْفل الزُّورْ!

هيا يا جماعة: فلنصمت (3) نقاط هكذا (...)!! ولا الضالِّين .. آمين.. أين وصلنا؟ آه.. لعل أبرز ما يميز طرح البريدي هو تخصيصه ترتيلةً شرقية كل أسبوع بعنوان: (نسائية الجمعة)! لم يزعم فيها أنه فهم المرأة؛ فقد كان (ألمعياً) ومن يدعي فهمها أحمق من (دونالد ترامب)، الرئيس القادم الرمز الخالد للولايات المتحدة الدبُّوسية!! ولم يزعم في أية نسائية أن المرأة ملاك يحرس الجنة في الدنيا؛ بل كان يؤكد أنها ـ فقط ـ ضرورة الحياة مهما تضاءل الرجل تحت ظلها! واختار أن يخاطبها بصيغة الجمع الذي لا مفرد له: (نساء)؛ متحدياً من يحاول أن يختزلها في الأم أو الأخت أو الزوجة أو البنت أو الصديقة، أو العورة أو العار «اسم الله علينا»! إنها كل أولئك في امرأة واحدة هي الدنيا ـ حسب سيدنا نزار قباني ـ وهي الحب الكلثومي (البليغحمدي) المرسي الجميل العزيز: (في الدنيا ما فيش أبداً أحلى من الحب.. نتعب نغلب نشتكي منُّه.... لكن بنحب)!

ولن تفهم الحب قبل أن تعيشه، ولن تعيشه إذا اشترطت أن تفهمه! وقد عاشه البريدي وترك فهمه لنا!!

so7aimi.m@makkahnp.com