الرأي

نتنياهو: مجرم في الغرب حليف في الشرق!

فايد العليوي
أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي مناسبة سنوية تقام في بداية شهر مارس لتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال الصهيوني العنصرية ضد الشعب العربي في فلسطين. المناسبة انطلقت للمرة الأولى عام 2005 في مدينة تورونتو إحدى أكبر مدن كندا، وسرعان ما انتشرت الفعالية في أكثر من أربعين دولة معظمها في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، فسنة بعد سنة يأخذ الأسبوع زخما أكبر وحضورا ملفتا.

في هذه السنة أخذ أسبوع الفصل الإسرائيلي زخما على غير المعتاد وانتشرت صور ولافتات الانتهاكات الإسرائيلية في الميادين ومحطات القطارات وبين اتحادات الطلبة في الجامعات. هذا الزخم الواسع جاء بطبيعة الحال مع تحول نظرة الرأي العام الغربي إزاء القضية الفلسطينية جراء تعنت حكومة نتنياهو ورفضها استمرار المفاوضات ووقف الاستيطان والتصعيد الأمني بحق الأبرياء، فأعلنت عدد من برلمانات الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطين، بالإضافة إلى إصدار محكمة إسبانية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمجرم حرب! هذا التحول الغربي نتج عنه حزمة من التدابير بحق الكيان الصهيوني كإصدار الاتحاد الأوروبي قرارا يقضي بحظر التعامل مع جهات حكومية وتجارية إسرائيلية تعمل في المستوطنات الإسرائيلية.

كما صوتت جمعية الدراسات الأمريكية على إقرار مشروع قرار ينص على مقاطعة إسرائيل أكاديميا. وتطورت المقاطعة إلى الحد الذي انسحبت جهات استثمارية من المستوطنات والداخل الإسرائيلي مثل شركة المواصلات الفرنسية وصندوق التقاعد النرويجي وشركة القطارات الألمانية والعديد من المصارف والشركات الأوروبية.

جميع هذه التدابير التي فرضت شيئا من العزلة على الكيان الصهيوني انعكست إيجابا على الفكر الطلابي في أوروبا الغربية وأمريكا. اليوم الجامعات البريطانية والأمريكية

لا تكاد تخلو من محاضرة أو مظاهرة تندد بالممارسات الصهيونية العنصرية. وكما هي أدبيات السياسة فإذا أردت أن تعرف مستقبل فكرة ابحث عنها في الجامعات والاتحادات الطلابية. مما يجعلنا نجزم أن عزلة إسرائيل ستصبح هي الفكرة التي ينبغي استثمارها والتعويل عليها.

لكن في المقابل نجد بعض الحكومات العربية لا تزال تعول على حكومة نتنياهو في سبيل البحث عن سبيل يضمن لها الحضور والبقاء في المشهد السياسي. حقيقة أنا لا أعلم هل هؤلاء يقرؤون الأخبار أو يعرفون ماذا يدور في العالم الغربي الذي يعد مصنع قرارات العالم؟! إسرائيل الآن تعيش أسوأ أيامها على صعيد السياسة والإعلام والبعض لا يزال يعول على حصان خاسر أو بالأحرى سيطرد من ميدان السباق. ولعل من الطريف أن كلمة نتنياهو في مؤتمر دافوس قبل أسابيع دعا فيها ممثلي دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ مواقف داعمة لإسرائيل مثل تلك المواقف التي اتخذتها حكومات عربية! في انقلاب لا يصدق في النظرة لإسرائيل بين الشرق والغرب.

fayed.a@makkahnp.com