العالم

لقاء الإرهاب والطائفية بين الحشد الشعبي وداعش

الباحث في دهاليز ميليشيات الحشد الشعبي العراقية لا يمكن أن يغفل ارتباطها بأهداف تنظيم داعش الإرهابي، بصرف النظر عن الاقتتال الدائر حاليا بينهما، فكلاهما يخدم الآخر على الأقل في إضفاء الشرعية على نفسه وعلى سلاحه، وبالتالي استمرار حالتهما الأكثر دموية بالمنطقة، في أعقاب خلط الأوراق الذي شهدته الأزمة السورية منذ منتصف 2011.

1 تطابق طائفي

يتطابق الفصيلان في الاعتماد على العنصر الطائفي في تكوينهما، حيث يعتمد الحشد الشعبي العراقي في تركيبته على من يسمون بـ'الدراويش'، وهم المتحمسون من الطائفة الشيعية، يقابلهم في تنظيم داعش، قاعدة سنية في الحالة الغالبة. الطرفان يتطابقان إلى حد كبير، في التمويل 'المشبوه'، والتجنيد على أساس طائفي، وتوافق في العمل خارج إطار أي مؤسسة شرعية سواء كانت تابعة لدولة أو منظمة أو ما يشابه ذلك.

2 الانتماء والتبعية

وفي حالة الانتماء للخارج، ربما يبرز وضوح تبعية ميليشيات الحشد الشعبي للأيديولوجية الإيرانية التوسعية في العراق على أقل تقدير. في المقابل يعطي داعش على الدوام أن أساس بنيته تنبثق من الرغبة في تعميم حالة الحكم الإسلامي 'السني' في العالم الإسلامي، بما يؤكد دلالة طائفية كلا الفصيلين.

3 متضادان طائفيان

ويرى رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر أن الفصيلين متشابهان لحد كبير، قاده ذلك لربط الفصيلين 'المتضادين طائفيا'، وإن كان ذلك في الحالة لا في الأهداف. ويرتكز ابن صقر على دلالات عدة، أبرزها كما يعتقد 'أنهما تنظيمان أيديولوجيان مسلحان، يعملان خارج إدارة الدولة، وتعتمد نشاطاتهما على عناصر غير منضبطة'. وتعمل تلك الأطراف على تكريس أهدافها الطائفية الصرفة سياسيا بعيدا عن أي مصالح عليا للدولة، أو حتى للطائفة التي يقاتلون من أجلها.

4 صناعة إيرانية

ولد الحشد الشعبي من رحم إرهاب تمدد داعش في العراق وسوريا، واقتتال الفصيلان كان السبب الرئيس في تنامي حالة التطرف، بعد صبغها بطائفية واضحة.

فطبقا لتقارير غربية، هناك ترابط خفي بين داعش ونظام بشار الأسد، ما حدا للبعض بالقول 'إن داعش إن لم يكن صنيعة مخابرات نظام الأسد، فهو صنيعة الحرس الثوري الإيراني'.

ومن مدخل الحرس الثوري الإيراني، يجب التعريج على أن ولادة ميليشيات الحشد الشعبي، كانت بناء على فتوى شرعية أطلقها المرجع الشيعي علي السيستاني في إطار ما سماه حينها بـ'جهاد الكفاية'، في إشارة لضرورة تأسيس مكون عسكري من شأنه مقاتلة داعش. وكان الحرس الثوري، بناء على تقارير شبه مؤكدة، مشرفا على تأسيسها، انطلاقا من تلك الفتوى الطائفية.

5 سهام الحشد ترمي السبهان وابن زايد

استشاطت قبل أسابيع قوى سياسية 'شيعية' عراقية غضبا، في أعقاب تسمية السفير السعودي بالعراق ثامر السبهان للأمور بمسمياتها، حين انتقد سلوك الحشد الشعبي الإجرامي، والغطاء الحكومي له. وانصبت سهام شريحة من المؤيدين لتلك الميليشيات على السبهان، إلى أن استدعته الخارجية العراقية وقدمت مذكرة احتجاج رسمي ضد المملكة بناء على تصريحاته.

وما إن فرغت سهام تلك القوى من انتقادها السبهان حتى تحولت لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، حين وضع إصبعه على الجرح، بقوله 'من عدم الاستقامة وصف ميليشيات عديدة بالإرهاب، وإبعاد الصفة ذاتها عن الميليشيات الشيعية كالحشد الشعبي وفيلق بدر طالما أنهما يمارسان الأعمال الإجرامية ذاتها'.