الرأي

لا علاقة لنا بالنفط أيها الفضائيون!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
قال أبوعبيد حسبما جاء في لسان العرب: النفط هو القطران، وردّ عليه ذلك أبوحنيفة وقال إنه قول فاسد وإن النفط »حلابة« جبل في قعر بئر توقد به النار. وبغض النظر عن الخلاف غير المبرر بين أبي حنيفة وأبي عبيد فإن النفط هو »البترول«.

والبترول هو ذلك الشيء الذي بدأ التفكير في التنقيب عنه في المملكة العربية السعودية عام 1923 أي قبل قرن من الزمان تقريباً، وبدأ إنتاج بئر الدمام عام 1938، أي قبل بداية الحرب العالمية الثانية. وكما هو واضح فإن الأمر قديم جداً والمخلوقات التي ماتت عند اكتشاف البترول أصبحت قريبة من أن تتحول هي الأخرى إلى نفط خام!

ومنذ ذلك الوقت فإنه وبشكل عام ودون دخول في التفاصيل فإن التعامل مع هذا السائل اللزج لم يخرج عن الحفر ثم البيع ثم الانتعاش حين يرتفع السعر ثم الخوف والتوجل حين تنخفض الأسعار، ولا يبدو أن أحدا فكر بشكل جدي في محاولة إيجاد طريقة للتخلص من »الابتزاز« الذي يمارسه هذا السائل الموجود تحت الأرض للجمادات الموجودة فوق سطح الأرض، فما زال الأمر قائما وبشكل مشابه لليوم الأول الذي خرج فيه من باطن الأرض.

ولو أن المخلوقات الفضائية فكرت في التنقيب عن البترول في كواكبهم مربعة الشكل فعلى الأرجح أنهم سيقولون لن يفيدنا في هذا الأمر أكثر من السعوديين الموجودين في كوكب مجاور، فهم يتعاملون مع النفط منذ قرن كامل، ولا بد أن سكان تلك البلاد أكثر أهل الكون خبرة في أمور النفط.

وعلى أي حال..

فالكائنات الفضائية لا تعلم أن الخبراء والمدراء لدى السعوديين هم من الهند وجنوب أفريقيا وفنزويلا والصين وبلدان أخرى لا أعرف أسماءها، وأن البترول لم يساعدهم حتى في أن يكون لهم خبرات يمكن استثمارها، وأرجو أن يبقى هذا الأمر سرا!

algarni.a@makkahnp.com