الرأي

يا دارة دوري فينا!!

بعد النسيان

لطالما تحدثنا وكتبنا عن الفجوة السحيقة التي تفصل الشباب منذ جيلين على الأقل عن تاريخنا؛ ليس قبل داحس والغبراء، بل منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس العظيم الملك/ عبدالعزيز، جزاه الله خير ما جزى زعيماً عن وطنه وشعبه.

ورغم الجهد المحسوس الملموس لدارة الملك عبدالعزيز في حفظ ذلك التاريخ وتوثيقه وإتاحته للباحث المتخصص، إلا أنها ما زالت بحاجة إلى جهد إضافي وسريع لتسويقه وإتاحته لكل الشعب، لا سيما في هذه الظروف التي جعلتنا محط أنظار العالم، ومرمى سهام الحسد من كل صوب!

ماذا تقول لابنك الذي يتواصل مع العالم لحظة بلحظة، فيجد صديقه الألماني يفخر بـ(بسمارك)، والفرنسي بـ(شارل ديغول)، والصيني بـ(ماوتسي تونغ)، والسنغافوري بـ(لي كوان يو)، والتركي بـ(كمال أتاتورك)، ويحمل الفتى السعودي نفسه صورة (جيفارا)!! لكنه حين يفاخرهم بالملك عبدالعزيز يفجع بضحالة المعلومات التي تقدم له في مناهجنا (المختطفة)، أو إعلامنا (الهاوي)! ولو كان عبدالعزيز في بلدٍ من بلدان أصدقائه لخلدوه مع (الإسكندر المقدوني) و(يوليوس قيصر)!!

ولكن مما يبعث على التفاؤل أن مسؤولي الدارة وأمناءها يدركون الفجوة أكثر من أي أحد آخر؛ حيث أعلن معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام للدارة الدكتور/ فهد السماري عن التعاقد مع شركة إنتاج إعلامي عالمية؛ لتسويق تاريخنا بكل الوسائل والوسائط الحديثة الممكنة! ولعل من ثمار ذلك الورشة التي تعقد اليوم في الرياض في فندق مهيب، لا يهوِّب ناحيته حتى (جمس بوند)، بعنوان: (ربط الشباب السعودي بتاريخه وعاداته وتقاليده الوطنية)!

ومن العنوان؛ الذي يذكرك بالمثل النجدي الشهير: 'اربط مدري وشُّو جنب مدري وشُّو يعلِّمه مدري وشُّو'، نعلن خيبة أملنا في أن تتمخض الورشة عن خطوات عملية، فلئن كان القصيبي يقول: 'إذا أردت أَن تعطِّل مشروعاً شكِّل له لجنة'؛ فإن التجارب الواقعية تقول: إذا أردت أن تهايط فقط لا غير؛ فاعقد ورشة أو (فطن)'!!

لتقديم تاريخنا لشبابنا ـ كما قلنا مراراتٍ عديدة بديدة ـ لا بد من المسرح والسينما، وهما بحاجة إلى قرار عزم وحسم، وليس إلى ورشة نعلك فيها أفكاراً كان بإمكان الدارة الحصول عليها بالبريد الالكتروني؛ إن لم تكن تعرفها!!

so7aimi.m@makkahnp.com