الرأي

كل تفكيرهم من اللحمة وإليها وحواليها!

بعد النسيان

يقول الزميل الجاحظ (أبو عيون وساع) في كتاب (الحيوان): متع العرب ثلاث: ركوب اللحم (الخيل)، وأكل اللحم (المفطحات)، والثالثة -وهي الأهم- سيحذفها الرقيب؛ لأنها (قد) تخدش حياء القراءات الكرامات، لا سيما القطط المغمضة من السعوديات فقط!

مع أن المتعة الثالثة هي الاهتمام الأول والأخير والنص نص للفكر المراهق، ولو غابت عنه لحظة واحدة لأدرك أن الحياة أوسع بكثير من كهف الزميل (أفلاطون)!

وككل مولود ذكر: خرج هذا الفكر من عورة المرأة؛ وكان من الصعب أن يرى شيئا آخر؛ فمن الطبيعي أن ينطبع في مخيلته (النونو) أن المرأة كلها عورة! ولكن لمدة لا تزيد عن أسبوعين، وهي الفترة التي لم يفتح عينيه خلالها، ولم يضبط كاميرا (ساهر)؛ كما يقول علماء الأحياء! ثم يكبر الإنسان في كل بقاع الدنيا، وتتسع مداركه العقلية تدريجيا حتى يكتشف أن المرأة كائن عظيم، تتلخص في ملكوته الدنيا كلها، وتأتلق الجنة تحت قدميه أنهارا وظلا!

أما ما يحدث عندنا فهو أن العقل المراهق لا يغادر اللحظة التي خرج فيها من الكهف؛ فالعود على أول ركزة! وتظل المرأة كلها عورة: أما أو أختا أو زوجة أو بنتا! ولا فرق بين عورة مراهقة، تتمايص في شارع التحلية، وبين عورة أفنت عمرها في العلم والمعرفة؛ حتى صارت عضوا يقبع خلف (البارتيشن) في مجلس الشورى! إنه ما يزال وسيظل في لحظة العمى التي ـ كما قلنا ـ لا تتجاوز الأسبوعين، في العالم الذي تجاوز مرحلة المراهقة منذ عصور الظلام؛ حين كانت الكنيسة ترى المرأة عورة وعارا!

والمصيبة عندنا أن العقل المراهق (متصدر لا تكلمني) مهما تراكمت على جمهوره الهزائم والخيبات! ويريد أن يفرض مراهقته على المجتمع ولو (بدق خشوم)!! ويعتقد أنه يحتكر الحق المطلق، وأن الأعداء يتآمرون علينا، ويدسون لنا هرمونات لا تنجب إلا الإناث في اللحمة! طيب واللحمة البلدي يا فتك؟ هل دسوا الهرمونات في التبن والبرسيم؟!!

وتبلغ المصيبة مداها حين يستخدم المراهقون الدين لتكريس فكرهم، وينسون أن النبي نفسه هو (أبو بنات)، فداه كل من خان رسالته وشوه مبادئها!!!!