الرأي

حسبة (برما) العبقرية السعودية!!

بعد النسيان

u0645u062du0645u062f u0627u0644u0633u062du064au0645u064a
و(برما) مصراوية غلبانة، اعتادت أن تبسط بسلة بيض على الطريق! وذات صباح اصطدم بها رجل كان قد أفطر جرَّة فول كاملة؛ فدشدش البيض كله! ورغم أن القاضي كان ابن عمه إلا أنه لم يستطع رفض الدعوى وقد حدثت على الملأ! ولكن لأن القضاء كان سائحاً بلا تقنين، كالبيض ودموع (برما) المسكينة، اعتقد القاضي أنها فلاحة جاهلة لا تعرف الحساب؛ فسألها: كم كان عدد البيض؟ ولم يكن يشك في أن إجابتها ستكون بـ(معرفشي)! وعندها سيشكل لجنة للتقدير، تستغرق عدة أشهر، وعلى حسابها الشخصي! منين ياحسرة؟ اقترضي من أحد بنوك (مرتاع البال) بالنسبة التي يفرضها عليكِ، وتذكري أن البنوك (فيذا) ـ (فيزا) بالمصراوي اللزيز ـ مطلقة الصلاحية لرفع نسبة الربح في أي وقت! وهل تستحق سلة بيض كل هذه الإجراءات والمصاريف؟ لا بد أن تتنازل (برما) عن الدعوى، وإن تكرم عليها المُدَّعى عليه (ابن عم القاضي) بقرشين عن قولة (حسبنا الله ونعم الوكيل)؛ فذلك في ميزان حسناته الثقيل جداً بالفول!!

ولكن السيدة (برما) أجابت على السؤال المباشر، بلغز (يِمَخْول) حتى الأستاذ (عبيد) مدير الحسابات في الصحيفة! فقالت: إن قسمتم العدد على (3) جاء باليد (1)! وكذلك إن قسمتموه على (4) و(5) و(6)! أما إذا قسمتموه على (7) فيكون الناتج بدون خارج قسمة!!

ولكي لا تزعجوا الأستاذ (عبيد) فعدد البيض هو (301)! وإنما أرادت (برما) منافسة السيدة (كريستين لاجارد) على رئاسة البنك الدولي!

وكنا نتمنى من جهاز الحسبة (فيذا) لو أنه اعتمد طريقتها وهو يحدِّث قبل يومين أرقامه الفلكية، المعلنة منذ (2009)، بطريقة وزارة (فطن) في طباعة ملايين الكتب المدرسية كل عام؛ حيث تغير الغلاف فقط، وتبقي المضمون على (طمام المرحوم)!

تقول الهيئة: إنها سترت (230) ألف و(400) قضية! ولا تقف لحظةً لتفهمنا: ماهو الستر بعد توقيع تعهد؟ وأحالت (9600) للجهات المختصة؛ ما يعني قضية كل دقيقتين ونصف تقريبا!!

والهيئة تريد أن تؤكد بالأرقام أهميتها وضرورة وجودها على حساب سمعة المجتمع كله؛ ولكنها ستجني العكس تماماً، كما لو أن الشرطة أو الجمارك أو مكافحة المخدرات: أعلنت أنها تضبط (20) ألف جريمة في الشهر وتسجلها ضد (برما)!!

so7aimi.m@makkahnp.com