البلد

ساكنو الفارق الزمني

منذ سنوات وأهالي مكة المكرمة يقفون صفا واحدا مع عجلة التنمية والتطوير الدائرة في المدينة المقدسة، وما زالوا كذلك في انتظار مستقبل أكثر إشراقا من الحاضر، لكن بعضا منهم ينتقدون نزع ملكيات ولأي سبب كان تتأخر الإزالات أو تتوقف جزئيا في مواقع أخرى، مما يفتح عشرات المنازل المهجورة لعشرات الاحتمالات المخالفة، فتكون خير نزل للمجرمين أو المخالفين والهاربين، ومستودعات مؤمنة لكل ممنوع.

معشي عسيري يسكن في حارة اليمن قال لـ»مكة» «نقدر المشاريع التطويرية التي تعم مكة كافة، بل ونرغب فيها نحن السكان أكثر من أي أحد آخر، فهي المستقبل الواعد، الذي سيقضي على كثير من السلبيات التي كانت تعاني منها المنطقة المركزية، لكن ملاحظاتنا على نزع الملكيات وتعويض أصحابها، وبمجرد مغادرتهم للسكن، ولأسباب تتعلق بإدارة المشاريع، تتأجل الإزالة أو تتوقف جزئيا، فتفتح المنازل المهجورة أمام المخالفين أو المجرمين والهاربين وتسكنهم في الحي بين الأسر والعوائل التي لم تشمل منازلهم ضمن مشاريع الإزالة، وهذا يشكل خطرا كبيرا علينا، ويطرح مخالفات أكثر مما كانت عليه في السابق، فالمخالف الذي يسكن منزلا مهجورا معدوم الخدمات، يجلب معه مخالفاته أيا كانت، وفي الغالب ليس لديه ما يخسره، وهو مثار الرعب في نفوس الأهالي».

ويضيف «إلى جوار منزلي يوجد آخر أُزيل جزيئا وبقي منه النصف، ومع ذلك أصبحت أرى بعض المخالفين يترددون عليه، وخاصة في الأوقات المتأخرة من الليل، ولا أعرف هل يسكنونه فعليا أم يبيتون فيه أم يخبئون به شيئا، مما أثار الفزع في نفسي فعليا وأصبحت ألازم البيت مساء، ولا أخرج لأي سبب كان، وإذا لزم الأمر أضطر إلى اصطحاب زوجتي وابنتي معي، إذ لا يمكن أن أستأمن وجودهم في المنزل، وأنا أعرف أن المخالفين على مقربة من بابي».

ويطالب العسيري بإزالة المنازل المنزوعة الملكية، أو تأمينها بشبوك مع ضرورة وجود الحراسات الأمنية، أو تقنين عملية نزع الملكيات وفقا لجدول زمني دقيق، يقضي على الفارق الزمني بين نزع الملكيات وإزالتها.

من جهته قال المتحدث الرسمي بهيئة تطوير مكة المهندس جلال كعكي لـ»مكة»: المشاريع عموماً تعمل في مصلحة العاصمة المقدسة وساكنيها، ويعود التأخير أحيانا للمقاولين المنفذين للمشاريع، لكنه لا يطول بحيث يضر بالأهالي».