البلد

غياب الحلول يجفف آبار نجران ويحول مزارعها إلى أراض جرداء

u0645u0632u0627u0631u0639 u062cu0631u062fu0627u0621 u0628u0639u062f u0634u062d u0627u0644u0645u064au0627u0647 u063au0631u0628 u0646u062cu0631u0627u0646 (u0645u0643u0629)
الزراعة في نجران أضحت أثرا بعد عين، بل أصبحت جزءا من ذكريات ماضية، وهذا واقع الحال والمآل الذي وصلت إليه المنطقة، التي كانت قبل سنوات مضت مصدرا لإنتاج الفاكهة بأنواعها المختلفة، بحسب مزارعين لـ»مكة».

وأشاروا إلى أنه منذ عام 1415 بدأ العد التنازلي للمزروعات، بسبب شح المياه وجفاف الآبار لكثير من المزارع، خاصة في الغويلا، وآبار وادي نجران، ولم تصمد أمام هذا الجفاف إلا مزارع تعد على أصابع اليد الواحدة.

ويعيش المزارعون منذ سنوات حالة بيات في كل فصول السنة، ينظرون إلى أراضيهم الجرداء، ويتحسرون على الماضي، بل إن كثيرا منهم ما زال رهينا للقروض البنكية والشخصية بسبب هذا الجفاف، فيما تقف وزارة الزراعة والجهات المعنية ساكنة تجاه هؤلاء المزارعين، تبقى الحلول غائبة حسب حديثهم لـ»مكة».

دون حلول ومعالجة

وقال المواطن ناصر الصقور أحد المزارعين- :» شح المياه بمزارع نجران يعود إلى 20 عاما مضت وتراجعت مزارع الفاكهة حتى انحصرت في بساتين معدودة للزراعة المحمية، وضرب الجفاف نحو 70 مزرعة، بالغويلا، وبرك، والمسماة، ووادي نجران، ومع ذلك ظلت وزارة الزراعة من خلال فرعها بالمنطقة تراقب الوضع طيلة تلك السنوات دون حلول ومعالجة، تاركة المزارعين فريسة للقروض والحسرة على أراضيهم البور».

جفاف مزارع البرتقال

وأشار المواطن فهد فارس إلى أن إنتاج نجران من البرتقال قبل 20 عامل، كان يغطي حاجة السوق في كل المناطق، أما الآن فإن زراعة هذه الفاكهة بات محصورا -حسب قوله- داخل مزرعتين أو ثلاث، ومع ذلك لم تتوفر خطط بديلة من جانب الوزارة أو الجهات ذات العلاقة لتدارك هذا الوضع.

فقدنا الأمل وتركنا الزراعة

بينما أبدى المواطن سالم آل شرية يأسه من الحالة التي وصلت إليها مزارع نجران خاصة في الغويلا، مضيفا بأنه لم يسمع أو يشاهد طيلة السنوات الماضية مسؤولا في الزراعة أبدى اهتماما بأوضاع مزارع المنطقة.

بيانات ورقية

وأوضح المواطن محمد سليمان -أحد المزارعين- أن المسؤولية تقع على عاتق وزارة الزراعة، لافتا إلى أن الوزارة ظلت نحو 30 عاما تعتمد على بيانات ورقية، ولم يقف مسؤولوها يوما على الحقيقة، متسائلا عن تعويض المزارعين عن كل الخسائر المالية التي تكبدوها طوال هذه السنوات بسبب الإهمال وغياب الحلول، مقترحا تحويل هذه المزارع إلى أراض سكنية حتى تتم الاستفادة منها بدلا من بقائها على هذا الوضع.

تعويض المزارعين

وزاد سليمان بقوله: «وزارة الزراعة أهملت مقترحا من الشؤون البلدية والقروية طرح قبل ثلاث سنوات لتحويل هذه المزارع إلى الأغراض السكنية»، مطالبا الزراعة بضرورة تعويض المزارعين عن الخسائر التي لحقت بهم جراء الإهمال وتأخر المعالجات خلال كل هذه السنوات.

مهرجان الحمضيات

ولفت المواطن همام آل همام إلى ما يعرف بمهرجان نجران الوطني للحمضيات والاستثمار الزراعي والذي ينظم سنويا بالمنطقة، ويضم المزارعين، والمستثمرين، وممثلي الشركات الزراعية والباحثين في مجال إنتاج الحمضيات، حتى وصل عدد الجهات المشاركة إلى 22 جهة هذا العام، ولكن ما ينتهي إليه هذا المهرجان لا يخرج من القاعات -بحسب قوله-.

الإنتاج وصل الصفر

وأشار إلى أن كل الدراسات والأفكار التي يقدمها المهرجان لا يتم تطبيقها على أرض الواقع، معتبرا المهرجان مجرد مناسبة تسويقية، ولا يخدم المزارع والزراعة في نجران، مستدلا بأن الإنتاج الزراعي في المنطقة وصل إلى حالة الصفر، ومشاكل المزارعين ما زالت عالقة دون حلول.

الزراعة لا ترد

«مكة» حملت تساؤلات مزارعي نجران إلى فرع وزارة الزراعة بالمنطقة عبر خطاب رسمي، إلا أن محاولاتها كان مصيرها الانتظار، ولم يتم الرد على الخطاب.