العالم

تصاعد قتلى حزب الله في سوريا يغير تكتيكات إيران

تعطي إعلانات جنازات حزب الله فكرة عن الطبيعة الفعلية لمشاركة الحزب في القتال بسوريا ومدى اتساع هذه المشاركة. ووفقا لتقرير حديث صادر عن معهد واشنطن للدراسات فإن مقارنة هذه البيانات مع المواد المستمدة من المصادر المتاحة باللغة الفارسية بشأن القتلى في صفوف الحرس الثوري الإيراني، تلقي الضوء أيضا على التحول الواضح في كيفية نظر طهران إلى دور حزب الله في الحرب.

وفقا للمصادر اللبنانية:

- قتل 865 مقاتلا من حزب الله في معارك سوريا بين 30 سبتمبر 2012 و16 فبراير 2016.

- تشير المصادر إلى 49 من المتوفين عبر وصفهم بلقب «القائد الشهيد» أو «القائد الميداني». وهذا يدل على أنهم خدموا كضباط في القيادة.

- بمعدل عال نسبيا يبلغ 36 حالة وفاة في الشهر من مايو 2015 إلى يناير 2016.

ويشير هذا الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا أيضا إلى مكان وفاة المقاتلين حتى عندما لا يتم الكشف علنا عن هذه المعلومات، لأن العدد الأكبر من الجنازات يميل إلى التزامن مع المعارك الكبرى في سوريا.

خسائر حزب الله مقابل خسائر الحرس الثوري:

يبدو أن التغير في معدلات القتلى في صفوف حزب الله والحرس الثوري الإيراني يعكس التحول في الاعتبارات التكتيكية لإيران في سوريا. ففي البداية كانت طهران تفضل أن يضطلع حزب الله بالدور القتالي المباشر في سوريا بدلا من نشر قوات الحرس الثوري على نطاق واسع هناك، الأمر الذي كان سيؤدي إلى إثارة الجهات الخارجية الأخرى لكي تحذو حذو إيران. وقد أسفر ذلك عن معدلات وفيات عالية في صفوف حزب الله وعدد قليل جدا من الوفيات بين عناصر الحرس الثوري.

وبدأ الحرس الثوري الإيراني ينشر عددا أكبر بكثير من قواته في سوريا، كما يتضح من الانخفاض الحاد في عدد قتلى حزب الله وفي الزيادة الحادة المتزامنة في وفيات الحرس الثوري بعد سبتمبر 2015. وليس من قبيل الصدفة أن يترافق ذلك مع بدء الحملة الجوية الروسية - وكل ذلك يشير إلى وجود حدود لما يمكن أن يقوم به حزب الله في سوريا من أجل تحقيق أهداف طهران.

من أين قدم هؤلاء المقاتلون القتلى؟

على الرغم من تكتم حزب الله بشأن العديد من جوانب نشر قواته في سوريا وعدد القتلى في صفوف هذه القوات، توفر إعلانات الجنازات معلومات مفصلة حول المحافظة والقضاء والقرية التي يتحدر منها معظم المقاتلين الذين قتلوا في المعارك. وتوفر هذه المعلومات بدورها رؤية محدودة بل مهمة ضمن قاعدة تجنيد الميليشيا في لبنان وتشكيل القوة في سوريا.