الرأي

مشاهير لا يشتهرون بشيء!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
ضمن فعاليات مهرجان تمور الأحساء أعلنت الأمانة تأجيل إحدى الفعاليات بسبب «التزاحم» وعدم اكتمال التصاريح لحضور «النجم» كما وصفته الأمانة، ولا أعلم ما الذي كان سيفعله وما المادة التي كان سيقدمها ذلك الطفل المغلوب على أمره حتى يتزاحم الناس. ولكن جهلي لا يعني أنه لن يحدث شيء، من المؤكد أن شيئا ما سيحدث مع أن السائد هذه الأيام هو أن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي يشتهرون بأنهم لا يفعلون أي شيء، هو مشهور وحسب، ويستخدم في الفعاليات ليأتي الناس ويشاهدونه على الطبيعة دون أن يقوم بأي فعل وأحيانا دون أن يتحدث، يشاهدونه ويلتقطون معه الصور تماما كما يفعلون مع أي دولفين في حديقة حيوان، مع اختلاف يسير وهو أن الدولفين قد يؤدي بعض الحركات الاستعراضية.

والفعاليات البلهاء والرموز والمشاهير الذين لا يشتهرون بأي شيء موجودون في كل العالم ولا يقتصر هذا الهم علينا وحدنا، وهذا أمر قد يخفف وطأة الإحساس بالمرارة الذي يسببه عدم التفات الناس للمبدعين أو المخترعين أو الذين يقومون بإنجازات حقيقية.

مسابقات ملكات الجمال هي ـ على سبيل المثال ـ أحد أنواع السخف والشهرة الحمقاء لكنها متقبلة لأسباب معروفة.

الرغبة في الشهرة تدفع الإنسان إلى عمل أي شيء، وأذكر أني قرأت عن مسابقة لأقبح امرأة في العالم، وكيف فرحت الفائزة واحتفلت بإنجازها وحين سئلت عن الأسباب التي دفعتها للاشتراك قالت إن زوجها هو من شجعها وقال لها: «اشتركي فلن يفلت اللقب منك»، وهذا الزوج يفترض أن يفوز بجائزة أكثر الرجال تحملا.

وعلى أي حال..

وعودة لمهرجان التمور فإني أتمنى ألا تكتمل التصاريح الخاصة بحضور «النجم» حتى يبلغ سن الرشد ويجد عملا مفيدا، فالمهرجان جميل وفيه فعاليات جميلة تكفي وتزيد دون حاجة لإضفاء مسحة سخف لا مبرر لها!

algarni.a@makkahnp.com