الرأي

فيروز تشكل حكومتها فوراً!

بعد النسيان

لم تتلكأ أبداً سيدة الكرة الأرضية كلها/ فيروز؛ فما إن وصلتها استغاثتنا لإنقاذ لبنان أمس، حتى هبَّت هبوب الشمال، وأعلنت الانقلاب على الزبالة والزبالين، ومزقت الدستور الفرنسي المؤسس على الطائفية اللعينة، وجعلت الوطنية هي المرجعية الأولى والأخيرة و(النص نص)! وتعهدت لكل اللبنانيين واللبنانيات قائلة: «خَطِّةْ قدمكن ع الأرض هدَّارة»! واليوم فقط يدرك المتذوقون للفن الرحباني الفرق بين (خَطِّةْ) واللفظة الشائعة (خبطة)؛ فإن كل ما حدث في لبنان من كوارث هو بسبب (خبطة) قدم فغنسية، أو سورية، أو فارسية، أو إسرائيلية! أما أبناء الوطن فهم يخلعون أولاً أحذيتهم ـ ولو كانت كحذاء أحلام ـ ويتأبطونها تقديساً لترابه، ويخطُّون ـ يمشون ـ على طراطيف أصابعهم؛ كالفراشات الرومانيات في الأوبرا!!

وبعد التصفيق الحار لهذا الدستور عينت زوجها (عاصي الرحباني) رئيساً للحكومة، وشقيقه (منصور) نائباً له! وعلى الفور شكَّلا أول حكومة فيروزية بالطريقة ذاتها التي كانا يبدعان بها روائعهما الخالدة، وجاء توزيع الحقائب كالتالي:

ـ وزارة الدفاع للعماد (وديع الصافي) الذي حول الجيش كله إلى قوات جوية بقوله: «لبنان يا قطعة سما.. اسمك على شفاهي صلاة»!

ـ وزارة الداخلية لمختار المخاتير (نصري شمس الدين) لأغنيته الشهيرة: «بنقول خْلصنا تودَّعنا.. حبسنا مدة وطلعنا.. لفتة عينين.. مَمْنعرف وين (فاهم شغل الدبابيس)؟ ترجع ع الحبس ترجعنا»!!

ـ وزارة الخارجية للشحرورة (صباح) لأغنيتها الشهيرة: مسَّيناكم مسُّونا! شريطة ألاّ يكون في الوفد السعودي (عبدالمجيد الزهراني) عند استقبالها في زياراتها المتكررة للمملكة، ويحل محله (قينان الغامدي)!

ـ وزارة الصحة للفنان (عازار حبيب) صاحب (صيدلي يا صيدلي)!

ـ وزارة المياه للفنان (عصام رجِّي) صاحب (الـمَيْ مقطوعة يا أفندي)!

ـ وزارة الكهرباء يكلف بها فخامة النائب (منصور) لقوله (لا قاني الليل وطفَّى قناديلي) في (سألوني الناس)!

ـ وزارة التعليم لـ(فيلمون وهبي) لتلحينه (أسامينا)! ولا يعرف العلاقة غير (فطن)!

ـ وزارة الشؤون الاجتماعية لـ(جوزيف صقر) صاحب (الحالة تعبانة يا ليلى)!

ـ وزارة الهجرة للفنان (زكي ناصيف) لقوله وتلحينه (يا ريتو ما كان فيه مراكب... ياريتو ما كان فيه سفر)!!

ومن الطبيعي ـ كما تلاحظون ـ أن تكون الحكومة كلها من العالم الآخر؛ لخيبة ظنها في العالم اللي مو آخر!!!

so7aimi.m@makkahnp.com