الرأي

وجوه بلا دماء!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
(نحتفل اليوم بمناسبة مرور أربع سنوات لتسليم السلطة سلميا وديمقراطيا طبقا للمبادرة الخليجية التي تبناها المؤتمر الشعبي العام، وقام بتسليمها الدكتور عبدالكريم الإرياني رحمه الله والدكتور أبوبكر القربي إلى الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لتبنيها مخرجا لأزمة العام 2011).

من خلال الأسماء الواردة في النص الساخر أعلاه يتضح أن المتحدث هو الرئيس اليمني المخلوع ـ خلعا مبرحا ـ علي عبدالله صالح.

والأخ علي كوميدي بالفطرة، وعبيط بالممارسة ولذلك فإنه من الطبيعي أن تكون طريقة احتفاله بتسليمه السلطة «سلميا وديمقراطيا» هي أن يقاتل مع حليفه من سلمهم السلطة. ويقتل في سبيل ذلك بقية الشعب الذين ثاروا ضده في 2011.

إن أسوأ ما يفعله أغلب الزعماء المعاصرين إضافة إلى قتلهم الناس هو قتلهم «الدهشة» لدى الباقين على قيد الحياة، لم يعد حديث مثل حديث علي عن الاحتفال بتسليم السلطة سلميا يثير دهشة أحد، حين قرأت كلماته هذه على صفحته الرسمية في الفيس بوك لم أندهش ولم يفاجئني شيء، وهذا شعور بشع جدا ودليل على أن أذى هؤلاء الطغاة «البجحين» يمتد إلى أولئك الذين لم يتعرضوا لأذاهم بشكل مباشر!

ومع هذا فإن الطغاة ليسوا أخطر المخلوقات على وجه الأرض، الكائنات الخطرة حقا هم «العبيد السعداء»، الذين يدافعون عن مثل هذه البجاحات ويبررونها ويرونها كلمات عظيمة من قائد عظيم.

حين تكون زعيما تعاني من اضطراب عقلي، ثم تجد حولك كائنات كثيرة تعجبها حماقاتك وتؤمن بها وتراها إنجازات عظيمة يزول عندك أي شك في أنك غبي فعلا وسيكون غباؤك هو الدستور!

وعلى أي حال..

كان يقال إن الحقيقة هي أول ضحايا الحروب، وهذه حقيقة ناجية، أما في هذا العصر فإن «الدم» هو الغائب الأبرز، ينزفه الضحايا الأبرياء ويختفي من وجوه الطغاة المجرمين!

algarni.a@makkahnp.com