السلمي.. رسول اللغة من الرهمية إلى العالم
ملامح
الثلاثاء / 14 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 19:15 - الثلاثاء 23 فبراير 2016 19:15
طفولته المليئة بالفقد والحرمان شكلت شخصيته الثرية بالجلد والإنجاز. ولأنه ولد وعاش أولى سني طفولته في غرفة حجرية مسقوفة بجذوع النخل ومجاورة لمزرعة والده بقرية صغيرة قرب بطحاء مكة عشق البراري والمزارع والخضرة، وتقاسم حياته هناك مع الشياه والمدى الفسيح الفائض بالشمس والمطر والهواء الشافي.
لكن رحلة حياة الدكتور عبدالله عويقل السلمي، التي بدأت من قريته الرهمية الواقعة بمحافظة الكامل بمنطقة مكة، ترادفت عبر محطات، وبها من الألم بقدر ما فيها من عزيمة وعطاء العلم، فعندما بلغ سن التلقي أرسله والده بصحبة جدته إلى قرية تفوق قريته مساحة وسكانا، حيث التحق بالمدرسة الابتدائية.
غير أن القدر لم يمهل جدته وغادرته بعد ثلاثة أشهر إلى غير رجعة، فقدمت والدته لترعاه وتكون معه في تحصيله، ولكنها رحلت هي الأخرى قبل أن يكمل المرحلة المتوسطة، فاحتضنه زوج عمته، لكن داء السرطان لم يمهله فرحل مبكرا، وحينها حملته همته وجرحه في فقد أعزائه للرحيل نحو مكة المكرمة، ليكمل تعليمه المتوسط والثانوي.
نال البكالوريوس في اللغة العربية، وقدم رسالة الماجستير في النحو والصرف وفقه اللغة، ولم يبتعد عن اللغة عندما قدم أطروحته للدكتوراه في النحو والصرف ونالها مع مرتبة الشرف الأولى.
وهكذا صارت اللغة العربية هويته، وحفظ الشعر، ساحته التي بارز فيها أقرانه، ومنها انحاز للأدب، ومنها أيضا جاءت تكليفاته وأرسلته الدولة في مهمات عدة استغرقت ما يزيد على خمس وعشرين سنة، للعمل ناشرا للغة العربية في دول كثيرة من قارات العالم الثلاث الكبرى.
لم تتركه اللغة في حاله ولم يتركها في حالها، فتسلم أولا وكالة معهد العلوم الإسلامية والعربية في نواكشوط، وعين وكيلا لمعهد العلوم الإسلامية في جاكرتا، ورأس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم تسابقت الجامعات والمعاهد في دول مختلفة في آسيا وأفريقيا وأوروبا لكسب عضويته في لجان وهيئات تعليم اللغة للناطقين بغيرها.
بعد ربع قرن من الترحال عاوده الحنين للاقتراب من مرابع الصبا والطفولة، فكان خياره إلى جامعة المؤسس بجدة، ثم دفعت به رغبة الخلصاء إلى أن ينضم إلى نادي جدة الأدبي رئيسا لمجلس إدارته.
وخلال مهامه تلك لم ينقطع عن البحث والتأليف، فقدم بحثه في مناهج البحث الأدبي واللغوي، وألف كتبه «العقود الجوهرية في حل مشكل الأزهرية «، و»علم التصريف بين الاستقلال والتبعية»، و»الفاء الفصيحة ـ حقيقتها واستعمالها في القرآن الكريم»، و»المتون والشروح والحواشي في الدرس النحوي»، وكذلك «الظواهر النحوية «، وبحثه «محاولات التيسير النحوي»، و»أحكام الألوان في النحو العربي»، وغير ذلك الكثير.
يقول السلمي لـ «مكة»: لم أكن طامحا ولا طامعا، بل أدركت أن الثقافة «مغرم لا مغنم»، كما يقول أبومدين. ويردف: ما زال طموحي يسبقني بمسافات ربما لا يلحق بها واقعي. ما زلت أحتمي بالأمل أن أكون حيث أطمح. في كل أحوالي أهوى الحوار العلمي، وأطرب للشعر العمودي وأتعاطاه على استحياء. لدي قراءة للواقع لا تستجيب لرغبات جلسائي غالبا. أرى أن الأبوة رسالة تفوق كل رسالة، وأرى أن القرية قد ذهب جمالها وهدوؤها بعد أن امتلأت بأصباغ المدنية.
لكن رحلة حياة الدكتور عبدالله عويقل السلمي، التي بدأت من قريته الرهمية الواقعة بمحافظة الكامل بمنطقة مكة، ترادفت عبر محطات، وبها من الألم بقدر ما فيها من عزيمة وعطاء العلم، فعندما بلغ سن التلقي أرسله والده بصحبة جدته إلى قرية تفوق قريته مساحة وسكانا، حيث التحق بالمدرسة الابتدائية.
غير أن القدر لم يمهل جدته وغادرته بعد ثلاثة أشهر إلى غير رجعة، فقدمت والدته لترعاه وتكون معه في تحصيله، ولكنها رحلت هي الأخرى قبل أن يكمل المرحلة المتوسطة، فاحتضنه زوج عمته، لكن داء السرطان لم يمهله فرحل مبكرا، وحينها حملته همته وجرحه في فقد أعزائه للرحيل نحو مكة المكرمة، ليكمل تعليمه المتوسط والثانوي.
نال البكالوريوس في اللغة العربية، وقدم رسالة الماجستير في النحو والصرف وفقه اللغة، ولم يبتعد عن اللغة عندما قدم أطروحته للدكتوراه في النحو والصرف ونالها مع مرتبة الشرف الأولى.
وهكذا صارت اللغة العربية هويته، وحفظ الشعر، ساحته التي بارز فيها أقرانه، ومنها انحاز للأدب، ومنها أيضا جاءت تكليفاته وأرسلته الدولة في مهمات عدة استغرقت ما يزيد على خمس وعشرين سنة، للعمل ناشرا للغة العربية في دول كثيرة من قارات العالم الثلاث الكبرى.
لم تتركه اللغة في حاله ولم يتركها في حالها، فتسلم أولا وكالة معهد العلوم الإسلامية والعربية في نواكشوط، وعين وكيلا لمعهد العلوم الإسلامية في جاكرتا، ورأس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم تسابقت الجامعات والمعاهد في دول مختلفة في آسيا وأفريقيا وأوروبا لكسب عضويته في لجان وهيئات تعليم اللغة للناطقين بغيرها.
بعد ربع قرن من الترحال عاوده الحنين للاقتراب من مرابع الصبا والطفولة، فكان خياره إلى جامعة المؤسس بجدة، ثم دفعت به رغبة الخلصاء إلى أن ينضم إلى نادي جدة الأدبي رئيسا لمجلس إدارته.
وخلال مهامه تلك لم ينقطع عن البحث والتأليف، فقدم بحثه في مناهج البحث الأدبي واللغوي، وألف كتبه «العقود الجوهرية في حل مشكل الأزهرية «، و»علم التصريف بين الاستقلال والتبعية»، و»الفاء الفصيحة ـ حقيقتها واستعمالها في القرآن الكريم»، و»المتون والشروح والحواشي في الدرس النحوي»، وكذلك «الظواهر النحوية «، وبحثه «محاولات التيسير النحوي»، و»أحكام الألوان في النحو العربي»، وغير ذلك الكثير.
يقول السلمي لـ «مكة»: لم أكن طامحا ولا طامعا، بل أدركت أن الثقافة «مغرم لا مغنم»، كما يقول أبومدين. ويردف: ما زال طموحي يسبقني بمسافات ربما لا يلحق بها واقعي. ما زلت أحتمي بالأمل أن أكون حيث أطمح. في كل أحوالي أهوى الحوار العلمي، وأطرب للشعر العمودي وأتعاطاه على استحياء. لدي قراءة للواقع لا تستجيب لرغبات جلسائي غالبا. أرى أن الأبوة رسالة تفوق كل رسالة، وأرى أن القرية قد ذهب جمالها وهدوؤها بعد أن امتلأت بأصباغ المدنية.