لغة الأسرار.. قصة مسلم مع السلطات الأمنية الكندية
الثلاثاء / 14 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الثلاثاء 23 فبراير 2016 20:30
عرفت الكاتبة أوسما زيهانات خان القارئ على المحقق الكندي البارع عيسى ختاك في روايتها السابقة «الميت المضطرب»، المنشورة في 2015، وهو من أصول باكستانية مسلمة، ويرأس قسم الشرطة المجتمعية الذي يعالج القضايا الحساسة للأقليات على جميع مستويات تطبيق القانون، يُكلف بالتحقيق في عدة جرائم حساسة يمكن أن تسيء إلى الجالية الإسلامية التي ينتمي إليها، ولكن كثيرا من زملائه من غير المسلمين ينظرون إليه بعين الريبة بسبب موجة الخوف من الإسلام التي تجتاح العالم كله، وليس كندا فقط.
الرواية الجديدة
ولا يزال ختاك يخضع لشكوك زملائه في الرواية الجديدة «لغة الأسرار» الصادرة عن دار سانت مارتنز جريفين، 2016، ويشعر بالاستغراب عندما تطلب منه السلطات الأمنية في كندا التحقيق في قضية سياسية حساسة جديدة، بدأت في التحقيق فيها بشكل سري منذ شهور حول خلية إرهابية محلية تخطط لتفجيرات واسعة في أول أيام السنة الجديدة. وزرعت السلطات مخبرا اسمه «محسن دار» داخل الخلية، ولكن قبل أسابيع من موعد الهجمات المرتقبة يتعرض للقتل في معسكر تدريب تابع للمجموعة الإرهابية داخل الغابة.
وتطلب السلطات من ختاك التحقيق في ملابسات مقتل دار وتقرير ما إذا كانت الجريمة لها علاقة بعمله الأمني أم إن الأمر لا يتعدى كونه قضية شخصية. وبالطبع فإنه لا يستطيع المخاطرة بإثارة شكوك الخلية حتى لا تكتشف أنها خاضعة للراقبة، خاصة أنها وصلت مراحل متقدمة في تخطيطها لتفجيرات في تورنتو، كما أن السلطات تحتاج إلى بعض الوقت لمعرفة المكان المستهدف وهويات منفذي العملية.
تهديدات
ولكن تحقيقات ختاك تواجه مشاكل كثيرة تهددها بالفشل، ومنها الموقف العنصري لضابط رفيع في الشرطة ضده بسبب انتمائه الإسلامي، وهو يتعمد التقليل من شأنه ومضايقته طوال الوقت، إلا أن ختاك مصر على إتمام مهمته على أفضل وجه ممكن.
ويكلف شريكته في فريق التحقيق راشيل جيتي، بالتخفي والتظاهر بأنها مسلمة، لتذهب إلى قسم النساء في المسجد الذي يرتاده زعيم الخلية حسن اشكوري، ويعقد فيه الكثير من الاجتماعات مع أعضاء مجموعته.
وتتعرف جيتي على كثير من المسلمين المخلصين والطيبين، لكنها تتعرف أيضا على بعض الأشخاص التائهين الذين يبحثون عن انتماء وهوية عقائدية، بما في ذلك مراهق صومالي وامرأة كندية تعاني الكثير من المشاكل النفسية. وتتساءل: من يمكن أن يختار اعتناق الإسلام في هذه الأوقات الصعبة التي يتعرض فيها المسلمون للكثير من المتاعب بسبب ممارسات الإرهابيين؟
وحققت جيتي في الأمر، ولكن كلما تقدمت التحقيقات قليلا تتشعب أكثر، لتجمع بين الجوانب العقائدية والشخصية والعرقية والسياسية لشخصيات الرواية الرئيسية.
صورة واقعية
تسلط «لغة الأسرار» الضوء على المظاهر الاجتماعية والسياسية والدينية المعقدة للحرب على الإرهاب بقدر تركيزها على صبغة التحقيقات الجنائية، كما تعرِّف القارئ على بعض جوانب الشعر العربي. هذه الخيوط الملونة تكمل خطوط الرواية الكبيرة: محاولة العثور على الذين قتلوا محسن ومنع حدوث مجزرة رهيبة ربما يذهب ضحيتها مئات الأشخاص. والجدير بالذكر أن الرواية تأثرت بقصة حقيقية تتعلق باكتشاف وإحباط مؤامرة لتفجير البرلمان الكندي في 2006.
وتعكس صورة واقعية إلى حد ما عن المسلمين في الغرب، حيث يمثل اشكوري الجانب المظلم من التطرف باسم الإسلام، فيما يمثل ختاك الجانب الإنساني الطيب الحقيقي.
تحمل درجة الدكتوراه في حقوق الإنسان الدولية. عملت لفترة أستاذة جامعية في كلية الحقوق، وكانت رئيسة تحرير مجلة «الفتاة المسلمة» وهي أول مجلة من نوعها بالإنجليزية. تحمل أوسما الجنسية الكندية، وتعيش في كولورادو مع زوجها.
الرواية الجديدة
ولا يزال ختاك يخضع لشكوك زملائه في الرواية الجديدة «لغة الأسرار» الصادرة عن دار سانت مارتنز جريفين، 2016، ويشعر بالاستغراب عندما تطلب منه السلطات الأمنية في كندا التحقيق في قضية سياسية حساسة جديدة، بدأت في التحقيق فيها بشكل سري منذ شهور حول خلية إرهابية محلية تخطط لتفجيرات واسعة في أول أيام السنة الجديدة. وزرعت السلطات مخبرا اسمه «محسن دار» داخل الخلية، ولكن قبل أسابيع من موعد الهجمات المرتقبة يتعرض للقتل في معسكر تدريب تابع للمجموعة الإرهابية داخل الغابة.
وتطلب السلطات من ختاك التحقيق في ملابسات مقتل دار وتقرير ما إذا كانت الجريمة لها علاقة بعمله الأمني أم إن الأمر لا يتعدى كونه قضية شخصية. وبالطبع فإنه لا يستطيع المخاطرة بإثارة شكوك الخلية حتى لا تكتشف أنها خاضعة للراقبة، خاصة أنها وصلت مراحل متقدمة في تخطيطها لتفجيرات في تورنتو، كما أن السلطات تحتاج إلى بعض الوقت لمعرفة المكان المستهدف وهويات منفذي العملية.
تهديدات
ولكن تحقيقات ختاك تواجه مشاكل كثيرة تهددها بالفشل، ومنها الموقف العنصري لضابط رفيع في الشرطة ضده بسبب انتمائه الإسلامي، وهو يتعمد التقليل من شأنه ومضايقته طوال الوقت، إلا أن ختاك مصر على إتمام مهمته على أفضل وجه ممكن.
ويكلف شريكته في فريق التحقيق راشيل جيتي، بالتخفي والتظاهر بأنها مسلمة، لتذهب إلى قسم النساء في المسجد الذي يرتاده زعيم الخلية حسن اشكوري، ويعقد فيه الكثير من الاجتماعات مع أعضاء مجموعته.
وتتعرف جيتي على كثير من المسلمين المخلصين والطيبين، لكنها تتعرف أيضا على بعض الأشخاص التائهين الذين يبحثون عن انتماء وهوية عقائدية، بما في ذلك مراهق صومالي وامرأة كندية تعاني الكثير من المشاكل النفسية. وتتساءل: من يمكن أن يختار اعتناق الإسلام في هذه الأوقات الصعبة التي يتعرض فيها المسلمون للكثير من المتاعب بسبب ممارسات الإرهابيين؟
وحققت جيتي في الأمر، ولكن كلما تقدمت التحقيقات قليلا تتشعب أكثر، لتجمع بين الجوانب العقائدية والشخصية والعرقية والسياسية لشخصيات الرواية الرئيسية.
صورة واقعية
تسلط «لغة الأسرار» الضوء على المظاهر الاجتماعية والسياسية والدينية المعقدة للحرب على الإرهاب بقدر تركيزها على صبغة التحقيقات الجنائية، كما تعرِّف القارئ على بعض جوانب الشعر العربي. هذه الخيوط الملونة تكمل خطوط الرواية الكبيرة: محاولة العثور على الذين قتلوا محسن ومنع حدوث مجزرة رهيبة ربما يذهب ضحيتها مئات الأشخاص. والجدير بالذكر أن الرواية تأثرت بقصة حقيقية تتعلق باكتشاف وإحباط مؤامرة لتفجير البرلمان الكندي في 2006.
وتعكس صورة واقعية إلى حد ما عن المسلمين في الغرب، حيث يمثل اشكوري الجانب المظلم من التطرف باسم الإسلام، فيما يمثل ختاك الجانب الإنساني الطيب الحقيقي.
تحمل درجة الدكتوراه في حقوق الإنسان الدولية. عملت لفترة أستاذة جامعية في كلية الحقوق، وكانت رئيسة تحرير مجلة «الفتاة المسلمة» وهي أول مجلة من نوعها بالإنجليزية. تحمل أوسما الجنسية الكندية، وتعيش في كولورادو مع زوجها.