الرأي

العطاء غير مشروط

تفاعل

منذ نشأة الطفل الأولى وهو بكل بساطة يأخذ كل شيء.. يأخذ من والديه أولا ثم كل من حوله، يأخذ منهم النفيس والبخس..أخذ منهم أغلى ما يملكون، كيف ذلك؟! هم يسعون في الأرض لتوفير لقمة العيش، بذلك هم يعطون من أغلى ما يملكون وهي الصحة.. يوفرون المأكل والمشرب، المسكن والملبس، وكل ما هو مادي حتى يشعر الطفل والذي هو أنت سابقا بالاستقرار والطمأنينة. ثم نأتي إلى العطاء الروحي فهم يعطون الحب، الحنان، الدفئ، والشعور بالأمان النفسي. أعطونا كثيرا في المقابل تلك الأيام كنا نأخذ فقط. منذ نشأتنا تعودنا على الأخذ وهذه طبيعة النفس البشرية.

إذا أردت أن تستدرج طفلا لتداعبه فقط لوح له بحلوى من غير أي إدراك سوف يخطو خطوات صغيرة اتجاهك حتى يلتقطها، هذه هي الغريزة والطبيعة البشرية التي أوجدها الله في الطفل.

من جهة أخرى أوجد الله في الإنسان أيضا العقل ما يميزنا أنا وأنت لكي نفكر ونتدبر، ماذا؟! عليك أن تنظر إلى ما حصل سابقا منذ أن كنت طفلا كنت تأخذ فقط. قف الآن في زاوية محايدة وانظر إلى الموقف هو كان يأخذ فقط، ولكن انظر أعمق كيف كان العطاء.. قد كان عطاء غير مشروط.

عطاء لا يسبقه ولا يلحقه تفكير، هل يرد إلينا في يوم جزاء هذا العطاء أم لا! خذ شهيقا عميقا وقل: الحمد لله.

في هذه الحياة علينا أن نعطي فكل عطاء مقابله أخذ، بل الأهم علينا أن نبادر ونقدم عطاءنا على الأخذ.. اجعل عطاءك غير مشروط لا بشخص ولا بزمن.

إن الله عز وجل أعطاك الكثير، فعليك أن تحمده ومن سبل الحمد على هذه النعم أن تعطي أنت أيضا. قد تواجه أشخاصا يستغربون عطاءك غير المشروط، أسكتهم بجملة واحدة: إن الله ميزنا أنا وأنت وأعطانا ما نملكه الآن، ومن سبل الشكر أن أعطي مما أعطاني الله.

والأهم من هذا كله عندما نتحدث عن العطاء أول ما قد يخطر في الأذهان عطاء المال، لا وألف لا! ليس هذا فحسب: عطاء العلم، عطاء النصيحة، عطاء الحب والمشاعر، عطاء الجسد. العطاء شيء عظيم جدا.. أعط مما أعطاك الله.

لا تجعل عطاءك محدودا ومشروطا لا بشخص ولا زمن ولا بكيفية. اعط فقط.