نصر الله.. يا ما جاب الغراب لأمه!
الثلاثاء / 14 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:30 - الثلاثاء 23 فبراير 2016 20:30
منذ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان منتصف السبعينات الميلادية وحتى اليوم، والمملكة العربية السعودية تقف بجانب هذا البلد الشقيق، بالدعم والمساندة لتحقيق الوفاق بين الفرقاء السياسيين من أجل سلام لبنان، وأمن ورفاهية شعبه الكريم.. سخّرت السعودية ثقلها السياسي ومكانتها الدولية وكل مقدراتها لجمع كلمة اللبنانيين والخروج من دوائر الصراع لينال هذا الشعب المحب للحياة حظه من الحياة.
لكن هناك من يأبون إلا أن يجرّوا لبنان إلى الفتنة والصراع والتشظي.. أولئك الذين لا يمكنهم ولا يرضيهم أن يروا لبنان ينعم بجماله وجباله.. بأرزه ومتونه.. بزيتونه وزعتره.. وبهدوء ووداعة وجمال ورقة اللبنانيين ورقيهم وحضارتهم.. على رأس هؤلاء أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي كان قد صرح حتى قبل أن يصل إلى أمانة الحزب في 1992 بأن «مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره هو أن يكون لبنان جزءا من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها (آنذاك) صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه الإمام الخميني (المتوفى في 1989)».. هكذا وبكل جرأة.. جاء نصر الله ليس من أجل لبنان وليس من أجل اللبنانيين، وإنما لتركيع لبنان وخلق تبعيته، وجره جرا إلى المعبد الإيراني.. وكأن ليس لهذا البلد وِحدة واستقلالية وسيادة وكيان.. وكأن ليس في هذا البلد سوى حسن نصر الله وشيعته وأنصاره.. متناسيا الشرفاء من شيعة وسنة وموارنة ودروز وكل ألوان الطيف اللبناني المتنوع الثري البهي.
استغل حسن نصر الله جهل بعض البسطاء وسذاجتهم فألهب حماسهم بخطبه النارية ليجعلهم يقبلون ما لا يُقبل.. ويصدقون ما لا يُعقل.. ويستمرئون ما لا يُفعل.. باعهم وهم المقاومة بغوغائية المواطنة ليتسبب بمغامراته العبثية ومفرقعاته الطفولية، واختطافه لجندي إسرائيلي أو اثنين على طريقة جيمس بوند، ليتسبب بجلب الدمار والقصف والقتل والحصار لبلده وأهله، ثم ينتشي بالحديث عن انتصار موهوم مزعوم، لا يُقنع به إلا نفسه والمغرر بهم من أتباعه.
وتعاون نصر الله مع الأسد الأب، ثم الابن وطواغيتهم واستخباراتهم ليمكنهم من التطاول على أبناء جلدته، ويساعد النظام السوري القمعي من التنمر على لبنان والتحكم في قراراته وتشكيل وتوجيه سياساته بمنطق التسلط وآلية الرعب والعنف والتفجير والاغتيالات.
وعندما كبل النخب السياسية اللبنانية وسيطر على قرارات الدولة وحجّم الآلة العسكرية اللبنانية سخرها لينال بكل استهتار من علاقات لبنان بأشقائه ومناصريه وداعميه، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، حتى وصل الأمر إلى امتناع لبنان عن توقيع بيان القاهرة الذي جاء لدعم السعودية وإدانة إيران في موقفها المخزي من حرق سفارة وقنصلية المملكة في إيران، ونسي نصر الله.. أو تناسى كل مواقف الشهامة والنبل من السعودية تجاه لبنان ليس بدءا باتفاق الطائف ولا انتهاء بدعم الجيش والأمن اللبنانيين.
هذه هي الوطنية التي يعرفها حسن نصر الله.. وهذه هي العروبة التي يدركها حسن نصر الله.. وهذا هو الإسلام الذي يؤمن به حسن نصر الله.. وليس ذلك بغريب.. فماذا قدم حسن نصر الله أصلا للبنان واللبنانيين غير الخراب والدمار والتبعية حتى ننتظر منه أن يقدم غير ذلك للعرب والمسلمين؟.. و.. يا ما جاب الغراب لأمه!.
nmjuhani@makkahnp.com
لكن هناك من يأبون إلا أن يجرّوا لبنان إلى الفتنة والصراع والتشظي.. أولئك الذين لا يمكنهم ولا يرضيهم أن يروا لبنان ينعم بجماله وجباله.. بأرزه ومتونه.. بزيتونه وزعتره.. وبهدوء ووداعة وجمال ورقة اللبنانيين ورقيهم وحضارتهم.. على رأس هؤلاء أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي كان قد صرح حتى قبل أن يصل إلى أمانة الحزب في 1992 بأن «مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره هو أن يكون لبنان جزءا من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها (آنذاك) صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه الإمام الخميني (المتوفى في 1989)».. هكذا وبكل جرأة.. جاء نصر الله ليس من أجل لبنان وليس من أجل اللبنانيين، وإنما لتركيع لبنان وخلق تبعيته، وجره جرا إلى المعبد الإيراني.. وكأن ليس لهذا البلد وِحدة واستقلالية وسيادة وكيان.. وكأن ليس في هذا البلد سوى حسن نصر الله وشيعته وأنصاره.. متناسيا الشرفاء من شيعة وسنة وموارنة ودروز وكل ألوان الطيف اللبناني المتنوع الثري البهي.
استغل حسن نصر الله جهل بعض البسطاء وسذاجتهم فألهب حماسهم بخطبه النارية ليجعلهم يقبلون ما لا يُقبل.. ويصدقون ما لا يُعقل.. ويستمرئون ما لا يُفعل.. باعهم وهم المقاومة بغوغائية المواطنة ليتسبب بمغامراته العبثية ومفرقعاته الطفولية، واختطافه لجندي إسرائيلي أو اثنين على طريقة جيمس بوند، ليتسبب بجلب الدمار والقصف والقتل والحصار لبلده وأهله، ثم ينتشي بالحديث عن انتصار موهوم مزعوم، لا يُقنع به إلا نفسه والمغرر بهم من أتباعه.
وتعاون نصر الله مع الأسد الأب، ثم الابن وطواغيتهم واستخباراتهم ليمكنهم من التطاول على أبناء جلدته، ويساعد النظام السوري القمعي من التنمر على لبنان والتحكم في قراراته وتشكيل وتوجيه سياساته بمنطق التسلط وآلية الرعب والعنف والتفجير والاغتيالات.
وعندما كبل النخب السياسية اللبنانية وسيطر على قرارات الدولة وحجّم الآلة العسكرية اللبنانية سخرها لينال بكل استهتار من علاقات لبنان بأشقائه ومناصريه وداعميه، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، حتى وصل الأمر إلى امتناع لبنان عن توقيع بيان القاهرة الذي جاء لدعم السعودية وإدانة إيران في موقفها المخزي من حرق سفارة وقنصلية المملكة في إيران، ونسي نصر الله.. أو تناسى كل مواقف الشهامة والنبل من السعودية تجاه لبنان ليس بدءا باتفاق الطائف ولا انتهاء بدعم الجيش والأمن اللبنانيين.
هذه هي الوطنية التي يعرفها حسن نصر الله.. وهذه هي العروبة التي يدركها حسن نصر الله.. وهذا هو الإسلام الذي يؤمن به حسن نصر الله.. وليس ذلك بغريب.. فماذا قدم حسن نصر الله أصلا للبنان واللبنانيين غير الخراب والدمار والتبعية حتى ننتظر منه أن يقدم غير ذلك للعرب والمسلمين؟.. و.. يا ما جاب الغراب لأمه!.
nmjuhani@makkahnp.com