ويسألونك عن السعادة
الاحد / 12 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:45 - الاحد 21 فبراير 2016 20:45
ليست معجزة كونية أن استطاعت دولة الإمارات تحقيق ما تعودت عليه من إطلاق وصفات سحرية، كوصفات للإنجاز والتقدم، وأخرى للشفافية، وأخرى للتعايش ونبذ العنصرية والتمييز حتى صارت بوتقة تنصهر فيها الأجناس من كل لون وجنس. الكل هناك يتعلم ويعمل ويتعايش ويتسامح وبالتالي يسعد.
والعجز عن تحقيق هذا الحلم لن يقابل شعبا يعمل من أجله ويصر على أن يكون سعيدا بتشجيع حاكميه، ثم يوفر لنفسه كل أسباب السعادة، فالرغبة المتصلة بالعمل الدؤوب وتوافق الرؤى لا بد أن تحقق الإنجاز مهما بدا عصيا على التحقيق.
منذ زمن مهدت الإمارات لنيل هذا السبق الذي يبدو بعيدا عن قواميس المنطقة واستخدامها قولا وفعلا، ومن هنا يأتي الإعجاز في أن تكون هذه الدولة السعيدة هي من دول عالمنا الشرق أوسطي، ووسط منطقة ملتهبة بالصراعات والنزاعات.
حسنا لنقل إن من حق أي شعب ألا ينتظر حتى تعالج المشكلات من حوله، ويؤجل سعادته الشخصية لمجرد أن هناك تعاسة تدور خارج أسواره، ولكن هذا الحلم الكبير بالنسبة لدولة عربية ضمن نطاق شرق أوسطي كبير، قد تكون نقطة انطلاق لهذه المفقودة «السعادة»، وقد تكون أيضا مشروع لانطلاقة عدوى السعادة كما في مثل وادي النيل الشهير «من جاور السعيد يسعد»، أي إن مشروع السعادة في الإمارات هو أنها اختارت أن تمارس حقها الطبيعي لنفسها، ثم أن تكون حلا ولو جزئيا ومن داخل حدودها الجغرافية، يمكن أن تشع لتنقشع بفضلها تعاسات الوطن العربي.
هذه وصفة خاصة ببلد سعيد، فهل تنجح غيرها من البلدان باستخدام نفس الوصفة أم إن هناك معطيات أخرى يجب توفرها حتى تستجلب التجربة؟ وهذه الروح الإيجابية القادمة من هناك هل ستمكننا من أن ننظر إلى الجانب الآخر من هذا الكون الموبوء، بحروب تئن منها سوريا، وتشبع العراق تمزقا، وتشتت دارفور نازحة من حرب وقحط إلى حيث لا حيث، وتشيع التناحر في اليمن الذي لم يبق له من اسمه نصيب؟
هل هذه التجربة القريبة والغريبة ستضمن لنا أن يجيء زمان ونتحرر من عقدة الذنب التي تتملكنا، بأن هناك عددا مرعبا من الأطفال يموتون في السنوات الأولى من حياتهم ففي سنة 2013 وحدها توفي 6.3 ملايين طفل قبل أن يبلغوا الخامسة من أعمارهم، وكان ثلثهم تقريبا من حديثي الولادة بسبب الأمراض أو بسبب مضاعفات خلال الولادة، أم لأنه متوقع أن يولد خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة نحو ملياري طفل 90% منهم في المناطق الأفقر من عالمنا؟
وهل الأمل في أن انتقال عدوى السعادة إلينا سينجينا من تخيل أن الإرهاب صار واقعا يستنزف كل الموارد لمواجهة شره، وأن هذا الشر يتنوع في شكل تنظيمات وعصابات، وأفراد كلهم يعتنقون العنف والتخريب مذهبا؟ أم سينجينا من شيء يقف في مواجهة السعادة اسمه الكراهية والتعصب والجشع والطمع يتخذه البعض مذهبا آخر لممارسة الاحتيال والاستغلال والكسب غير المشروع؟
وإلى أن تكون هناك مقدرة على البحث عن إجابات ولو قريبة على هذه الأسئلة؛ لن نقول كما قال الزعيم الراحل سعد زغلول «مفيش فايدة، غطيني يا صفية»، ولكن يمكننا العمل كأفراد حتى لا يتم نعتنا بالنكد. يمكننا كأفراد الالتزام بقواعد كتب التنمية البشرية التي نقفز على كل أبوابها وفصولها حتى نصل إلى باب السعادة، وفيه آلية التخيل بأن يكون الإنسان سعيدا ويردد دوما «أنا سعيد، ومحب، ومنسجم، ومتقبل»، أن تبعد عن الأشخاص السلبيين وجالبي التعاسة، أن تملك مفتاحا كونيا للسعادة كما في كتاب «السر» الشهير. هذه طريقة قول يتبعه عمل ولكنك ستكون سعيدا كفرد، يمكنك أن تشرك عائلتك في هذه الفكرة، وأصدقاءك أيضا، ولكنها لن تكون وسيلة لإسعاد شعب كامل.
والعجز عن تحقيق هذا الحلم لن يقابل شعبا يعمل من أجله ويصر على أن يكون سعيدا بتشجيع حاكميه، ثم يوفر لنفسه كل أسباب السعادة، فالرغبة المتصلة بالعمل الدؤوب وتوافق الرؤى لا بد أن تحقق الإنجاز مهما بدا عصيا على التحقيق.
منذ زمن مهدت الإمارات لنيل هذا السبق الذي يبدو بعيدا عن قواميس المنطقة واستخدامها قولا وفعلا، ومن هنا يأتي الإعجاز في أن تكون هذه الدولة السعيدة هي من دول عالمنا الشرق أوسطي، ووسط منطقة ملتهبة بالصراعات والنزاعات.
حسنا لنقل إن من حق أي شعب ألا ينتظر حتى تعالج المشكلات من حوله، ويؤجل سعادته الشخصية لمجرد أن هناك تعاسة تدور خارج أسواره، ولكن هذا الحلم الكبير بالنسبة لدولة عربية ضمن نطاق شرق أوسطي كبير، قد تكون نقطة انطلاق لهذه المفقودة «السعادة»، وقد تكون أيضا مشروع لانطلاقة عدوى السعادة كما في مثل وادي النيل الشهير «من جاور السعيد يسعد»، أي إن مشروع السعادة في الإمارات هو أنها اختارت أن تمارس حقها الطبيعي لنفسها، ثم أن تكون حلا ولو جزئيا ومن داخل حدودها الجغرافية، يمكن أن تشع لتنقشع بفضلها تعاسات الوطن العربي.
هذه وصفة خاصة ببلد سعيد، فهل تنجح غيرها من البلدان باستخدام نفس الوصفة أم إن هناك معطيات أخرى يجب توفرها حتى تستجلب التجربة؟ وهذه الروح الإيجابية القادمة من هناك هل ستمكننا من أن ننظر إلى الجانب الآخر من هذا الكون الموبوء، بحروب تئن منها سوريا، وتشبع العراق تمزقا، وتشتت دارفور نازحة من حرب وقحط إلى حيث لا حيث، وتشيع التناحر في اليمن الذي لم يبق له من اسمه نصيب؟
هل هذه التجربة القريبة والغريبة ستضمن لنا أن يجيء زمان ونتحرر من عقدة الذنب التي تتملكنا، بأن هناك عددا مرعبا من الأطفال يموتون في السنوات الأولى من حياتهم ففي سنة 2013 وحدها توفي 6.3 ملايين طفل قبل أن يبلغوا الخامسة من أعمارهم، وكان ثلثهم تقريبا من حديثي الولادة بسبب الأمراض أو بسبب مضاعفات خلال الولادة، أم لأنه متوقع أن يولد خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة نحو ملياري طفل 90% منهم في المناطق الأفقر من عالمنا؟
وهل الأمل في أن انتقال عدوى السعادة إلينا سينجينا من تخيل أن الإرهاب صار واقعا يستنزف كل الموارد لمواجهة شره، وأن هذا الشر يتنوع في شكل تنظيمات وعصابات، وأفراد كلهم يعتنقون العنف والتخريب مذهبا؟ أم سينجينا من شيء يقف في مواجهة السعادة اسمه الكراهية والتعصب والجشع والطمع يتخذه البعض مذهبا آخر لممارسة الاحتيال والاستغلال والكسب غير المشروع؟
وإلى أن تكون هناك مقدرة على البحث عن إجابات ولو قريبة على هذه الأسئلة؛ لن نقول كما قال الزعيم الراحل سعد زغلول «مفيش فايدة، غطيني يا صفية»، ولكن يمكننا العمل كأفراد حتى لا يتم نعتنا بالنكد. يمكننا كأفراد الالتزام بقواعد كتب التنمية البشرية التي نقفز على كل أبوابها وفصولها حتى نصل إلى باب السعادة، وفيه آلية التخيل بأن يكون الإنسان سعيدا ويردد دوما «أنا سعيد، ومحب، ومنسجم، ومتقبل»، أن تبعد عن الأشخاص السلبيين وجالبي التعاسة، أن تملك مفتاحا كونيا للسعادة كما في كتاب «السر» الشهير. هذه طريقة قول يتبعه عمل ولكنك ستكون سعيدا كفرد، يمكنك أن تشرك عائلتك في هذه الفكرة، وأصدقاءك أيضا، ولكنها لن تكون وسيلة لإسعاد شعب كامل.