صححوا المفاهيم حتى لا نظلم دين الله
تفاعل
الجمعة / 10 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 20:45 - الجمعة 19 فبراير 2016 20:45
القيم مشتركة في التراثين الإنساني والديني؛ على مستوى الأخلاق والمعاملات العامة والخاصة، ولست أعني بالقيم العبادات والتعاليم الدينية الوعظية؛ فتلك ليست إلا وسائل، ونحن نعرف سلامة السبيل من تحقيق الغايات.
مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس قيمة في ذاته؛ ولكنه وسيلة للوصول إلى قيمتي العدل والكرامة؛ وبما أن الوسائل تقاس بغاياتها، فهذا المفهوم معكوس ويحتاج إلى تعديل مسار وتقويم، وربما استئصال وتكوين جديد.
عندما يرتبط المنكر بالمرأة والسلوك الفردي - أي الذي يقتصر ضرره على فاعله الحر المختار المستتر، ولم يتسبب في الإضرار بشخص آخر ناهيك عن الإضرار بالمجتمع -؛ فإننا سنرى ما رأيناه أمس واليوم وما سنراه غدا أشنع وأفظع؛ ولنلتقي في نقطة مفاهيمية واحدة حول هذه الوسيلة الإنسانية؛ علينا أن نفكر، ونسير في طريق منطقي بعيد عن الاستدلال الروائي أو الديني، لنستخدم العقل الذي يملكه الجميع، فالرجل الذي ساعد ابن عمه على الحصول على وظيفة في إدارته على حساب من هو أكفأ؛ أو ذلك الذي حصل على مبلغ من المال مقابل تسهيل إجراءات مخطط سكني في بطن الوادي، أو ذلك الذي يقصر في شرح مادته العلمية للطلاب، كل أولئك أعظم ضررا على المجتمع من رجل لم يذهب إلى المسجد أو امرأة لم تستر وجهها.
المنكر الذي بسببه تزداد أعداد البطالة ويستفحل معه الفقر، ومع الفقر سيعجز المرء عن الزواج فيزني أو يشذ، وعن الشبع فيسرق، وعن التعليم فيكون جاهلا، وعن العلاج فيموت، والزنا سيزيد من أعداد اللقطاء وأبناء الشوارع، والسرقة ستسهم في خلق مجتمع غير آمن، والجهل أضراره أجل من أن تحصى، والمرض أكبر محرض على المحاذير التي لا تخطر على بال، فبالله عليكم، أي عاقل يشك في أن هذا هو المنكر الذي أراد الله أن ننهى عنه، والذي بسبب إنكارنا له؛ نحقق القيم الإنسانية الثابتة في التاريخ البشري والديني؟.
هاتوا لي رواية ثابتة عن نبي الرحمة أنه انتخب أناسا لمتابعة وقياس مقدار التدين في قلوب البشر، ومراقبة مدى تمسكهم بالتعاليم الدينية، النبي عليه الصلاة والسلام كان يوجه خطابا روحيا، ويأخذ في ذات الوقت على يد السارق والمرتشي ويتابع الأسواق.
الدين إذا أصبح سلطة في يد بشر يقتحمون حياة الناس الشخصية باسمه، خرج حينئذ من رسالته، وآيات كثيرة في كتاب الله تذكر نبيه بأنه بشر منذر ومبشر، ليس عليه هدى الناس، وليس عليهم بمسيطر، ولا يستطيع أن يكره أحدا ليكون مؤمنا، وأن الجميع مرده إلى الله فيحاسبه بعلمه وعدله، والآيات كثيرة معلومة لم أشأ أن أسوقها هنا لضيق المساحة.
عودا على بدء، إذا كنا نستدل على سلامة السبيل بتحقيق الغاية، فنحن منذ عقود نزعم أننا نقوم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأين الخيرية التي وعدنا الله بها؟! وإذا كان الله يريدنا أن نقوم بالأمر والنهي لتتحقق قيمتا العدل والكرامة الإنسانية، فأين ذلك من سحل فتاة في الشارع والترصد والكيد والتجسس والملاحقة؟!
إذن؛ فلا يمكن أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يقوم به جهازنا الحكومي (المبارك)؛ وعليه أن يبحث عن مفهوم آخر.
يا جماعة؛ صححوا المفاهيم؛ حتى لا نظلم دين الله.
مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس قيمة في ذاته؛ ولكنه وسيلة للوصول إلى قيمتي العدل والكرامة؛ وبما أن الوسائل تقاس بغاياتها، فهذا المفهوم معكوس ويحتاج إلى تعديل مسار وتقويم، وربما استئصال وتكوين جديد.
عندما يرتبط المنكر بالمرأة والسلوك الفردي - أي الذي يقتصر ضرره على فاعله الحر المختار المستتر، ولم يتسبب في الإضرار بشخص آخر ناهيك عن الإضرار بالمجتمع -؛ فإننا سنرى ما رأيناه أمس واليوم وما سنراه غدا أشنع وأفظع؛ ولنلتقي في نقطة مفاهيمية واحدة حول هذه الوسيلة الإنسانية؛ علينا أن نفكر، ونسير في طريق منطقي بعيد عن الاستدلال الروائي أو الديني، لنستخدم العقل الذي يملكه الجميع، فالرجل الذي ساعد ابن عمه على الحصول على وظيفة في إدارته على حساب من هو أكفأ؛ أو ذلك الذي حصل على مبلغ من المال مقابل تسهيل إجراءات مخطط سكني في بطن الوادي، أو ذلك الذي يقصر في شرح مادته العلمية للطلاب، كل أولئك أعظم ضررا على المجتمع من رجل لم يذهب إلى المسجد أو امرأة لم تستر وجهها.
المنكر الذي بسببه تزداد أعداد البطالة ويستفحل معه الفقر، ومع الفقر سيعجز المرء عن الزواج فيزني أو يشذ، وعن الشبع فيسرق، وعن التعليم فيكون جاهلا، وعن العلاج فيموت، والزنا سيزيد من أعداد اللقطاء وأبناء الشوارع، والسرقة ستسهم في خلق مجتمع غير آمن، والجهل أضراره أجل من أن تحصى، والمرض أكبر محرض على المحاذير التي لا تخطر على بال، فبالله عليكم، أي عاقل يشك في أن هذا هو المنكر الذي أراد الله أن ننهى عنه، والذي بسبب إنكارنا له؛ نحقق القيم الإنسانية الثابتة في التاريخ البشري والديني؟.
هاتوا لي رواية ثابتة عن نبي الرحمة أنه انتخب أناسا لمتابعة وقياس مقدار التدين في قلوب البشر، ومراقبة مدى تمسكهم بالتعاليم الدينية، النبي عليه الصلاة والسلام كان يوجه خطابا روحيا، ويأخذ في ذات الوقت على يد السارق والمرتشي ويتابع الأسواق.
الدين إذا أصبح سلطة في يد بشر يقتحمون حياة الناس الشخصية باسمه، خرج حينئذ من رسالته، وآيات كثيرة في كتاب الله تذكر نبيه بأنه بشر منذر ومبشر، ليس عليه هدى الناس، وليس عليهم بمسيطر، ولا يستطيع أن يكره أحدا ليكون مؤمنا، وأن الجميع مرده إلى الله فيحاسبه بعلمه وعدله، والآيات كثيرة معلومة لم أشأ أن أسوقها هنا لضيق المساحة.
عودا على بدء، إذا كنا نستدل على سلامة السبيل بتحقيق الغاية، فنحن منذ عقود نزعم أننا نقوم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأين الخيرية التي وعدنا الله بها؟! وإذا كان الله يريدنا أن نقوم بالأمر والنهي لتتحقق قيمتا العدل والكرامة الإنسانية، فأين ذلك من سحل فتاة في الشارع والترصد والكيد والتجسس والملاحقة؟!
إذن؛ فلا يمكن أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يقوم به جهازنا الحكومي (المبارك)؛ وعليه أن يبحث عن مفهوم آخر.
يا جماعة؛ صححوا المفاهيم؛ حتى لا نظلم دين الله.