الرأي

حمايتنا بالاحتواء والحوار

تفاعل

نعيش ثورة معلوماتية وتقاربا وتواصلا مع أطراف العالم، سمح بطرح العديد من القضايا والأفكار منها المفيد ومنها الفاسد المهلك، في زمن لا حدود فيه للكلمة ولا للرأي مع انتشار وسائل التواصل الحديثة، لكل فكر مساحة حرة تجد القبول والتأييد، وقد تجد الجمع الغفير من الأنصار ربما اتصفوا بالاتزان والحكمة والروية والتأني أو بالجنون والتعصب.

منصة الحوار المفتوح في وسائل التواصل وفرت المناخ المناسب لتعدد الآراء، بعض العقول كالإسفنجة تمتص كل شيء، وهناك عقول أخرى تستنير وتحقق وتبحث عن الحق والصواب في بحر الأمواج العاتية من الاختلافات. هنا يأتي دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في تعليم النشء الفطنة، فالفطنة غاية ومطلب لجميع فئات المجتمع لما فيها من نفع للبلاد، وبذور الفطنة تبدأ بخلق البيئات الجاذبة للحوار والتحاور بسمو أخلاقي يسهم في استنارة عقول أبنائنا، وعدم الانقياد لأي فكرة دون تمحيصها. فضلا عن تعلم سماحة الدين، ونبذ فكر الإقصاء، وتعلم العلوم التي تحقق الرقي والنماء لوطننا الغالي، بتنمية واكتشاف المواهب وحثها ودعمها نحو الإنتاج. مرحلة الشباب تكون مرحلة قطاف التربية والتعليم والمجتمع، فالطاقات الكامنة المتفجرة تبحث عن الانتماء والهوية وتضجر من الفراغ، وإن تركنا الطاقات دون توجيه ودون احتواء ولم نفتح له المجال والبيئة المناسبة للحوار والإنتاج، قد تسري في مجاري ومسالك والفكر المنحرف والعنف أو الفساد أو لإعصار التعصب. ولنا في كتاب الله العبرة والموعظة قال تعالى «اذهبا إلى فرعون إنه طغى* فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى». هذه الآية تؤسس مبدأ التوجيه والإرشاد واللين والعظة بالحسنى حتى للمتجبر، فكيف يجب أن يكون حالنا؟ وما هو حالنا مع الفكر المخالف ومع أبنائنا وشبابنا؟ كما نمتلك ثروات أرضية لا حد لها، يجب أن نحافظ على الثروة الحقيقية التي تنبثق من عقول وقلوب شبابنا محط آمالنا. ولذلك ذكر في الحديث النبوي «وعن شبابه فيما أبلاه». فمرحلة الشباب مرحلة المسؤولية والتكليف المفعم بالنشاط وهي الأولى بالإصلاح والتبني من الأسرة والمدرسة الجامعة...إلخ.