أتضحك على نفسك؟
السبت / 11 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 02:15 - السبت 20 فبراير 2016 02:15
تعلم أنها تعيسة في حياتها. وتعلم أن صبرها على سوء معاملة زوجها وإيذائه النفسي لا يضرها هي فقط، بل ويضر أطفالها الذين دمرت نفسياتهم وهم يرون أمهم تهان وتؤذى. ولكنها لا ترغب في هدم بيتها وحرمان أولادها من جو الأسرة. ولا ترغب أن تصنف كمطلقة. كما أن هناك الكثيرات الصابرات على أوضاع أسوأ من وضعها، فهي على الأقل زوجها لا يضربها!
يعلم بأن فريق العمل لا يطيقونه كمدير. كما أنه يشعر بأنهم يتندرون عليه ويستهزئون به فيما بينهم. على كل لا مشكلة، فالمهم أن العمل مستمر رغم وجود بعض العوائق في الأداء. كما أنه فعل كل ما بوسعه وأكثر ولكنهم يرفضون فهم أسلوبه، وأن ما يفعله إنما هو في مصلحتهم.
يقول دكتور كارل ألاسكو، طبيب الأمراض النفسية، في كتابه (الهراء العاطفي) بأن غالبية البشر تعاني أوجها عدة من حالات الاحتيال العاطفي، والتي تدفعنا إليها احتياجاتنا العاطفية، ومن ثم يغذيها عدم إشباع هذه الاحتياجات. وإننا وإن كنا وقعنا في أحد المواقف المؤذية أو المستنزفة عاطفيا بدون انتباه، إلا أن بقاءنا في هذا الوضع وعدم خروجنا منه هو رد فعل متعمد من قبلنا، قررناه واتبعناه ونحن في كامل أهليتنا العقلية وبمطلق إرادتنا الحرة. ويستطرد شارحا بأن الاحتيال العاطفي يتكون من ثلاثة عناصر متشابكة وهي الإنكار، والتضليل، واللوم والتي أطلق عليها الثلاثي السام. وأن هذه المكونات الثلاث تظهر لنا في المواقف المؤلمة والعلاقات التي بها مشاكل وتعقيدات، فيقوم الإنكار بتجاهل أو تقليل حقيقة أساسية أو إلغاء مسؤوليتك تجاه الحدث (ليست هناك مشكلة، أنت تبالغ وليس علي أن أغير أي شيء). أما التضليل فيخلق لك واقعا بديلا أكثر ملاءمة حين تخرج الأمور عن سيطرتك (دعني أخبرك بما هو حقيقي، لا تصدق ما تراه فهو مزيف). والعامل السام الثالث هو اللوم، حيث تقوم بتحميل مسؤولية الحدث أو الشعور لشخص أو شيء آخر (الآخرون هم سبب المشكلة، لم يكن أمامي خيار، هذا ما أراده القدر، كما أن أحدا لا يفهمني).
إن المشكلة ليست في تعرضنا للمواقف العصيبة، فتلك هي طبيعة الحياة. المشكلة الحقيقية هي في محاولتنا التعامل معها بالطرق والأساليب التي ينتج عنها أقل قدر ممكن من الألم، وعدم الراحة، والتغيير، التي من الممكن أن تسببها المواجهة، أو المصارحة، أو اتخاذ القرارات الصعبة. لذا ابدأ من اليوم في مراجعة حساباتك، وانظر إلى كل المواقف والعلاقات المعقدة في حياتك وسائل نفسك بصدق وتجرد، ترى ما كان دوري في تعقيدها؟ وهل يا ترى أنا ممارس، أم ضحية للاحتيال العاطفي؟ أم ربما الاثنان معا!
heba.q@makkahnp.com
يعلم بأن فريق العمل لا يطيقونه كمدير. كما أنه يشعر بأنهم يتندرون عليه ويستهزئون به فيما بينهم. على كل لا مشكلة، فالمهم أن العمل مستمر رغم وجود بعض العوائق في الأداء. كما أنه فعل كل ما بوسعه وأكثر ولكنهم يرفضون فهم أسلوبه، وأن ما يفعله إنما هو في مصلحتهم.
يقول دكتور كارل ألاسكو، طبيب الأمراض النفسية، في كتابه (الهراء العاطفي) بأن غالبية البشر تعاني أوجها عدة من حالات الاحتيال العاطفي، والتي تدفعنا إليها احتياجاتنا العاطفية، ومن ثم يغذيها عدم إشباع هذه الاحتياجات. وإننا وإن كنا وقعنا في أحد المواقف المؤذية أو المستنزفة عاطفيا بدون انتباه، إلا أن بقاءنا في هذا الوضع وعدم خروجنا منه هو رد فعل متعمد من قبلنا، قررناه واتبعناه ونحن في كامل أهليتنا العقلية وبمطلق إرادتنا الحرة. ويستطرد شارحا بأن الاحتيال العاطفي يتكون من ثلاثة عناصر متشابكة وهي الإنكار، والتضليل، واللوم والتي أطلق عليها الثلاثي السام. وأن هذه المكونات الثلاث تظهر لنا في المواقف المؤلمة والعلاقات التي بها مشاكل وتعقيدات، فيقوم الإنكار بتجاهل أو تقليل حقيقة أساسية أو إلغاء مسؤوليتك تجاه الحدث (ليست هناك مشكلة، أنت تبالغ وليس علي أن أغير أي شيء). أما التضليل فيخلق لك واقعا بديلا أكثر ملاءمة حين تخرج الأمور عن سيطرتك (دعني أخبرك بما هو حقيقي، لا تصدق ما تراه فهو مزيف). والعامل السام الثالث هو اللوم، حيث تقوم بتحميل مسؤولية الحدث أو الشعور لشخص أو شيء آخر (الآخرون هم سبب المشكلة، لم يكن أمامي خيار، هذا ما أراده القدر، كما أن أحدا لا يفهمني).
إن المشكلة ليست في تعرضنا للمواقف العصيبة، فتلك هي طبيعة الحياة. المشكلة الحقيقية هي في محاولتنا التعامل معها بالطرق والأساليب التي ينتج عنها أقل قدر ممكن من الألم، وعدم الراحة، والتغيير، التي من الممكن أن تسببها المواجهة، أو المصارحة، أو اتخاذ القرارات الصعبة. لذا ابدأ من اليوم في مراجعة حساباتك، وانظر إلى كل المواقف والعلاقات المعقدة في حياتك وسائل نفسك بصدق وتجرد، ترى ما كان دوري في تعقيدها؟ وهل يا ترى أنا ممارس، أم ضحية للاحتيال العاطفي؟ أم ربما الاثنان معا!
heba.q@makkahnp.com