درج لدى أهالي منطقة مكة المكرمة قديما معتقد بأن البذور الحريرية التي تتطاير من شجرة العشر - العشار الباسق - وتسقط في منازلهم تنبئ بقدوم ضيف فيستعد أهالي المنزل لاستقباله، وتبدأ النساء بتجهيز الموائد يوميا انتظارا للضيف لمدة ثلاثة أيام، وإن لم يأت خلال هذه الفترة يعتقدون أن مكروها منعه من المجيء.

ويطلق المكيون أيضا على “العشر” شجرة الجن ومن يمر بجانبها يستعيذ بالله، وتفشى بين أوساطهم أن إحراقها يجلب الجن، ولذلك لا يقطفها أحد فتتكاثر في المنطقة، ومن تسقط في منزله بذور هذه الشجرة يزيلها بالماء ولا يلمسها أبدا ويكتفي بالتنبؤ بقدوم ضيف ويستعد لاستقباله.

شجرة العشر تنبت في المناطق الحارة وجميع أجزائها سامة، وبها بذور محاطة بريش تتطاير أثناء الرياح، وتفرز عصارة لبنية بيضاء تحتوي على الصوديوم إن أصاب العين يسبب العمى، وابتلاعها يسبب تهيجا في الجهاز الهضمي ووهنا في الجسم، وإن زادت الكمية تؤدي إلى تسارع ضربات القلب وهذيان وتشنجات وهبوط حاد يؤدي إلى الوفاة، ورغم ذلك فهي تستخدم طبيا للتداوي ضمن الوصفات الشعبية.