معرفة

40 عاما من تجربة موصلي الفنية في سلالم اللون

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0627u0644u0645u0639u0631u0636 (u0645u0643u0629)
لم تتوقف التشكيلية الرائدة منيرة موصلي طوال 40 عاما عن التجريب في الاشتغال الفني على خامات متنوعة ومتجددة، ولم تكف عن مغازلة اللون والانطلاق من طاقته وحضوره البصري والدخول في معناه التأويلي، بل وصياغته في أعمال خاصة بها بعيدة عن المحاكاة أو التقليد.

معرض استعادي

عادت بمعرضها «على سلالم اللون هناك آثار لخطواتي» ضمن تظاهرة أسبوع الفن بجدة 39ـ21، الذي افتتحته أمس الأول بصالة حافظ جاليري في جدة، حيث انطلقت منها في بدايات السبعينات، وبعد طول انقطاع نقلت إليه مختارات من أعمالها تقارب المئة عمل أنجزتها خلال رحلتها المديدة.

ويكمن استلهام الموروث والحضارات والآداب والشعر في أعمالها، وتمتد إلى مواقفها الإنسانية تجاه ما يصيب الإنسان من كوارث ومحن في أي مكان بالعالم، وتقول في الكتيب الذي وزعته على زوار المعرض «أنتمي إلى كل الأجناس وكل الفنون وكل الأزمان، اللوحة عالمي بها أرى الحياة، بينما الحرية هي مساحتها، مولعة بما وراء الثرى وما تحت المسام».

بهذه الكلمات تكشف ابنة مكة المولودة عام 1954 عن فلسفتها الفنية، أما المثل الذي اتخذت منه مصباحا في طريقها كان الرسام والخطاط العربي يحيى بن محمود الواسطي، من القرن الـ13 ـ جنوب العراق، لأنه لم ينسج في رسمه على مثال سابق، فبقيت متجددة كما كان الواسطي مجددا.

تجربة فريدة

نزعتها التجريدية الممزوجة بأنسنة الأشياء شكلت أسلوبها الفني وعمقها الثقافي الضارب في جذور الموروث العربي، كرس توجهها الإنساني، واختلاط منهجها بالتداخل مع كل ما هو عصري وراهن، دفعها إلى مسارات عدة عبرت عنها منذ بداياتها بأعمال متجاوزة في ذلك الوقت، وحافظ على نهجها التجريبي في اللون والخامة والفكر حتى اليوم.

أعمالها في مجموعة «لأطفال هذا الجيل» الذي أنتجتها في الثمانينات، ومجموعة «شرخ بالحائط»، بدأت بها في الاستعانة بخامات الخيش والخشب وصبغات الشعر والخيوط وحلقات الحديد والنحاس وغيرها من الخامات التي لم تكن شائعة الاستخدام بين الفنانين آنذاك في العالم العربي، وابتكارها اللوني ظل خاصا بها ومن صنع يديها.

ومرورا بأعمالها في التسعينات: أفريقيا الرمز، النصفان، و نوار الصحراء، وحتى كولاجاتها في الألفية: مخلوقات من عالم آخر، الناجون، الكون الآن ـ تحية إلى جلال الدين الرومي، ظلت سائرة على تجريبها غير الرتيب في ارتياد العديد من أساليب المدارس الفنية، وداومت على تنقلها عبر اختبارات لا تقف عند حد.

«سعادتي لا توصف بهذا الحشد من الفنانين والجمهور العزيز الذين حضروا هذا المعرض، وآمل أن تتأسس متاحف ومعارض دائمة للفنانين الرواد والمخضرمين من أبناء الوطن، لتستطيع احتواء هذا القدر الهائل من أعمالهم، كما أتمنى أن تنشأ كليات ومعاهد متخصصة لتدريس الفن على أسس أكاديمية، مما يثري الحركة التشكيلية المحلية لتلتحم بالحركة العالمية»

منيرة موصلي

«هكذا يحتل اللون بكبريائه الآفاق كلها، وموصلي تمتلئ به فلا مجال للفراغ الذي يسمونه مدى، إلى أين تذهب أيها اللون؟ اذهب حيث شئت فهناك فنانة اسمها منيرة الموصلي ستتبعك وتصنع قميصا لا للحشود، بل لها هي».

محمد العلي - شاعر

«يمكن لمتلقي أعمال موصلي التعاطي مع فلسفتها في رؤية فلسفة اللون من جهة، ومع مفهوم الملامح باعتبارها جزءا حيا مشحونا بالدلالات التي تفرزها خامة المادة وما تشكله من احتمالات لا حد لها».

أنس زاهد - كاتب

«موصلي من رائدات الفن السعودي، وتستحق هذا الاحتفاء الكبير من قبل حافظ جاليري، ومن قبل الفنانين والإعلاميين والجمهور الكثيف الذين حرصوا أن يأتوا إلى المعرض الذي يضم أعمال مثلت المراحل المختلفة التي مرت بها الفنانة، وأتمنى أن تقتني المؤسسات والشركات العامة والخاصة أعمالها ليتذوق الجيل الحاضر والأجيال القادمة الفن التشكيلي».

طه صبان - فنان