الرأي

الفاشلون هم الناجحون!

يبدو العنوان مخالفا للمعتاد. فكلمة فشل مرعبة، ترعب القلوب والعقول معا. الكل يعتقد أن كلمة فشل لا تمر بمواكب الناجحين مطلقا وليس لها أثر في معجمهم، ولم تكن يوما ما محطة من محطات حياتهم، لكن الواقع يحكي شيئا آخر، إذ يقول: إن النجاح ليس إلا المحطة الأخيرة وهي المحطة الأجمل التي تظهر-دائما- للعيان، فيحتفى بها كإنجاز بديع، بينما تختفي ما قبلها من محطات الفشل وتتلاشى خطوات الفشل أمام صورة النجاح البارزة.

إن الفشل في واقعه طريق موصل إلى النجاح، فكم من محاولة فاشلة قادت إلى نجاح عظيم. فلنتأمل هنا كيف أن الناجحين لم يحققوا النجاح الباهر إلا بعد فشل مرير، توماس أديسون فشل 999 مرة في اختراع المصباح، وكم عانى إينشتاين من الفشل حيث تأخر في النطق ورسب في الصف السادس الابتدائي، وستيف جوبز مؤسس شركة أبل العالمية فقد توقف عن الدراسة الجامعية لضائقة مالية، لكنه لم يتوقف عن تكرار الخطوات التي قادته إلى نجاح غير وجه العالم كله.

من أهم العوائق التي تعيق النجاح تلك الأفكار السلبية التي تضخها تربية خاطئة وثقافة مغلوطة، تزرع الخوف في النفوس وتخلق شخصيات هشة مترددة عاجزة عن الإقدام تكتفي بالمحاولة الواحدة ولا تجرؤ على إعادتها بل تستسلم للفشل، فتضيع فرص نجاح كان يمكن الوصول إليها فيما لو أعيدت المحاولة بطريقة مختلفة.

أهيب هنا بالمربين من آباء ومعلمين ومن في مقامهم أن يزيلوا من عقول الناشئة هيبة الفشل ويمدوهم بمبادئ النجاح وينقلوهم إلى ضفاف التفكير الإيجابي البناء بتعليمهم مهارات التفكير وتقدير الذات واتخاذ القرارات وحل المشكلات وإتقان التخطيط، فبناء الشخصية الواعية هو ما نحتاجه لصناعة جيل قادر على مواجهة التحديات وتجاوز الأزمات إلى صناعة النجاح.