معرفة

وزارة الدفاع الأمريكية تمنع كتابا يكشف أسرار عملياتها

وثق العقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي أنتوني شافر مذكراته عن فترة خدمته العسكرية، ويقدم تفاصيل مثيرة حول الأشهر الخمسة التي قضاها في أفغانستان عام 2003 بصفة مسؤول مدني في وكالة الاستخبارات العسكرية، في كتابه «عملية القلب المظلم» الصادر عن دار توماس دون بوكس 2010.

وحاولت وزارة الدفاع الأمريكية منع الكتاب لاحتواء النسخة الأصلية على أسماء ضباط استخبارات وتفاصيل عمليات سرية، بما في ذلك نظام التجسس الصوتي الذي تتبعه وكالة الأمن الوطني في أمريكا، وذهبت الوزارة إلى أقصى الحدود في محاولتها لفرض حظر على بعض المعلومات التي كان يحتويها بعد أن طبع.

مرتكزات الكتاب

يملك شافر خبرة واسعة في إدارة العمليات الاستخباراتية قبل أن يكلف بالذهاب إلى أفغانستان، وكان جزءا مما يعرف باسم «قوة الجانب المظلم» وهي وحدة استخباراتية تتشكل من عناصر سرية في الحكومة الأمريكية تعمل خارج حدود وقوانين النظام العادي، وينتمي لمجموعة تطلق على نفسها لقب «فرسان جيداي»، ويتعهد عناصرها باستخدام فنون الجاسوسية المظلمة لحماية أمريكا من أعدائها.

ولكن مهمة شافر في أفغانستان كانت تختلف عن أي مهمة سابقة، حيث أشرف على فريق «عمليات سوداء» في مقدمة الجهود العسكرية لمنع أي ظهور جديد لحركة طالبان، ولم يكن فريقه يخطط لعمليات استخباراتية لصد عمليات المسلحين فقط، ولكنه لعب أيضا دورا رئيسيا في تنفيذ تلك العمليات في ميدان القتال.

ونجح في ضرب قلب طالبان والملاذات الآمنة التي كان يستخدمها عبر الحدود مع باكستان، وكانت الأمور تسير بشكل جيد لدرجة أن شافر اعتقد، في فترة من الفترات، أن أمريكا انتصرت تقريبا في الحرب.

وبعد ذلك تدخل الضباط العسكريون في عمليات فريقه بسياسات فاشلة إلى حد كبير، واضطر شافر ومن معه إلى الوقوف جانبا والاكتفاء بمراقبة حركة التمرد المسلح وهي تنمو عبر الحدود مع باكستان.

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي شهد فيها شافر البيروقراطية وهي تقف عائقا في وجه الأمن القومي، بل شارك من قبل في عملية «الخطر القادر» الاستخباراتية التي تم التخلي عنها بعد أن حددت كثيرا من الإرهابيين، من بينهم محمد عطا، الذين شاركوا فيما بعد في اعتداءات 11 سبتمبر، لكن البيروقراطية منعت الفريق من ملاحقة أولئك الإرهابيين، كما أن محاولاته لكشف الحقيقة للجنة الكونجرس التي تولت التحقيق في اعتداءات 11 سبتمبر لم ترضِ رؤساءه.

يروي كتاب «عملية القلب المظلم» حقيقة كثير من الأحداث والأخطاء التي ارتكبت في أفغانستان، ويعد شافر شاهد عيان على نقطة التحول من الانتصار إلى هزيمة، ويقدم خريطة لإعادة العمليات إلى طريقها الصحيح وتحقيق الانتصار في أفغانستان مرة أخرى.