الرأي

العاطلون الخبراء والخبراء العاطلون!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
تقول أحدث بيانات الهيئة العامة للإحصاء إن عدد العاطلين السعوديين بلغ نحو 647 ألفا بنهاية النصف الثاني من العام الماضي، عاطل ينطح عاطلا، وبالطبع فإن ربات البيوت والطلاب لا يدخلون ضمن هذه الأرقام لأنهم خارج قوة العمل. وعدد العاطلين غير السعوديين نحو 33 ألف عاطل مستورد، ولا يدخل ضمنهم أيضا ربات البيوت والطلاب.

وتبدو الأرقام كبيرة بعض الشيء مع أنها لم تضم أعداد العاطلين المنضوين تحت لواء «السعودة الوهمية».

والحديث عن البطالة وتضخم أرقامها حديث يبدو أنه لا يقدم ولا يؤخر لأن الحلول التي تطرح لحل هذه المشكلة في الغالب حلول تهتم بظاهر المشكلة وليس بأساسها، فالمهم أن تقل الأرقام لتبدو نسبة العاطلين «مقبولة» ومنطقية حتى لو كان الواقع على الأرض لم يتغير.

وأنا واثق أنكم - إن شاء الله - لا تنتظرون مني أن أخبركم بالحل السحري لهذه المشكلة، لأن الوضع لو وصل إلى درجة أن أفكاري هي التي ستحل المشكلة فهذا يعني أنه وضع كارثي على الأصعدة كافة!

كل ما أعرفه أن المشكلة كبيرة وخطيرة، وأن المشاكل الكبيرة والخطيرة تحتاج إلى حلول صعبة ومؤلمة أحيانا، وأن سن القوانين التي تشجع وتساعد على التحايل والتلاعب - كما يحدث في السعودة الوهمية - ليست حلولا حقيقية، ولكنها أقرب إلى أن تكون خلقا لمشاكل جديدة تحتاج لحلول أخرى، ربما تكون هي أيضا مجرد مشاكل جديدة في حلقة لا تنتهي!

أما الحلول فلا أعرفها ولو عرفتها فلن أخبركم بها مجانا، وهذا من حسن حظكم وسوء حظي.

وعلى أي حال..

ربما يكون من المناسب أن نستورد خبراء أجانب ليفكروا معنا ـ أو لوحدهم ـ في حلول لهذه المشكلة، وبما أننا استقطبنا عاطلين من قبل كما توضح أرقام هيئة الإحصاء فلا ضير في أن يُستقطب معهم خبراء لحل مشكلتهم!

algarni.a@makkahnp.com