الرأي

تضامن «الهيئة» والشركات.. «المستفيد» خارج التغطية!

يصير خير

محمد حدادي
أخشى قيام شركات الاتصالات بعد مدة بفصل الخدمة عن العملاء؛ واشتراطها لإعادة الخدمة أخذ تحاليل شاملة للدم والأنسجة الداخلية لـ«العميل العزيز» مع إخضاعه لتحاليل اعتيادية للخارج من جسده سعيا لضمان تمتعه بالصحة والعافية، تماشيا مع تمتعه بخدمات شركات اتصالاتنا المقدمة على أطباق من ذهب!

أسوق هذه المقدمة تعليقا على رسالة متداولة لطلب إحدى الشركات من مشتركيها ضرورة التوجه لفروعها لتحديث بياناتهم عن طريق الـ«بصمة»! ليتماشى مع قرار هيئة الاتصالات كما تقول! والحقيقة أن الدعوة لهكذا «تبصيم» تجعل السامع يعتقد أن الخدمات المقدمة من هذه الشركة وأخواتها قد وصلت لمستوى لم تصله أي شركة اتصالات بالدنيا! فيما الحقيقة «الموجعة» أن المواطن أصبح ينظر للتعاون التام بين هيئة الاتصالات والشركات بنوع من الحنق؛ لكونه يرى أن الهيئة لا تلتفت إليه مطلقا، وأنها تتعمد «تطنيشه» فيما هو المرتكز الأساس لأرباح تلك الشركات التي تنظم الهيئة عملها! هو العنصر الأساس ولكنه مفقود حين يجأر بالشكوى من سوء الشبكة ورداءة الخدمات المقدمة التي يدفع أسعارها - المبالغ فيها - فتتراكم عليه فواتير - لم يستفد من خدماتها - بسبب «دعايات» الشركات البراقة لها! ما يجعله يصل لمدى تخونه فيه القدرة على الوفاء بتلك المصاريف الباهظة في حالة تشبه إلى حد بعيد تعليق عادل إمام بدفعه «رسوم اتصالات» رغم عدم استفادته منها لخشيته من «أخذهم العدة»!

أضحى المواطن على يقين - وهو يرى اتحاد «الهيئة» التام مع الشركات - أنه تضامن موجه ضده وأنه أصبح «خارج التغطية» لا موقتا بل على الدوام! لا تستجيب لمطالبه ولا تلتفت لشكواه! وحتى في الخدمات المجانية المقدمة من بعض برامج التواصل فإن الشركات تحجبها - فيما هي من حقوق المشترك - لئلا تتأثر مبيعاتها وأرباحها المهولة! والمحزن أن الشركات تراوغ فترمي على الهيئة ضرورة تخليصها من هذه الورطة توضيحا؛ وسرعان ما تهب هيئة الاتصالات دفاعا عن تلك الشركات ببيانات ركيكة وتبريرات غير منطقية؛ فيما يكتفي «العميل العزيز» بترديد «حسبي الله» ثم يخرج جهازه للاتصال على من يعتقده ملاذا فلا يستطيع؛ لعدم وجود «شبكة اتصال» توصله بالطرف الآخر من الأساس!

haddadi.m@makkahnp.com